ولد عالم الاجتماع الفرنسي الكبير إميل دوركايم في إبنال الفرنسية يوم ١٥ أبريل عام ١٨٥٨. منذ نعومة أظفاره، برز لدى دوركايم شغفه لعلم الاجتماع والفلسفة, مما دفعه ليتابع الدراسة بهاتين المجاليْن بحماس شديد. حصل على شهادته الجامعية الأولى بفلسفته ثم توجه نحو ألمانيا لاستكمال مسيرته الأكاديمية، فعاد مجددًا إلى وطنه لتولي التدريس بالمدارس الحكومية.
في عام ١٨٧٩، التحق بدراسات عليا بكلية الحقوق بجامعة بوردو -وهي الآن جزء من جامعة بورغون فرانس كومتي-. هناك اكتسب خبرة واسعة أثمرت بتعيينه بروفسورا لعلم الاجتماع عام ١٨٨٦. ومن هنا بدأ رحلته الحقيقية مع هذا الفن الإنساني الرائع.
رغم انصراف الكثيرين آنذاك لحقل القانون المتنامي شعبية تلك الفترة، ظل دوركايم ممثلاً أصيلاً لنظريات اجتماعية مبتكرة وغير تقليدية. فقد كانت له رؤية عميقة حول طبيعة العلاقات البشرية داخل مجتمعاته المختلفة عبر الزمن والمكان؛ معتبرًا أنها تشكل جوهر فهم وفك رموز ظواهر متعددة كتكوين القوانين وتعقيداتها الاجتماعية والنفسانية أيضًا!
تركز بحثه بشكل خاص حول تحديد عوامل تماسكي المجتمع الواحد من جهة وعلاقات ترابطيه بين مجتمعات مختلفة أخرى من ناحية أخرى؛ إذ شدد على الدور المحوري للدين والثقافة المشتركة كاللغة والدين والأخلاقيات والقيم الأخلاقيةshared culture باعتبارها لبنة أساسية لبناء روابط قوية تساعد على مواجهة المصاعب الجماعية والصراعات الداخلية والخارجية أيضا. أما فيما يتعلق بطريقة التأثير السلبي للأوضاع المعيشية اليومية על על النفس البشرية، فقدم تحليلا ثاقبا لما يعرف الان حركات انتحارية ذات دوافع نفسولوجية واجتماعية مكتملة الأركان تحت تأثير ضغط خارجي داخلي وسط بيئة غير داعمة وبالتالي تجسد حالة فرد مرتبط بشبكة اجتماعية خاصة تنمي مشاعر عزلة وانكسار تدمر الذات تدريجيًا حتى الوصول بالنهاية لاتخاذ قرار ينهي حياة مليئ بالحزن والشقاء. وقد ترجمت نتائجه العملية لهذه التجارب العملية المنطلقة من مناطق توصف بالقمع والاستلاب الثقافي وتحولات عصر النهضة الأوروبي مما يؤكد مدى قدرته الاستثنائية لتحليل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بشكل منطقي وجريء للغاية.
وعلى غرار غالب علماء عصره الذين تميزت أعمالهم بإمتلاء معظم المكتبة العالمية بنظريات جديدة خالصة بناءً عليها كتب أهم كتاباته منها "تقسيم العمل في المجتمع" والذي صدر عام١٩٠٣ بالإضافة لمجموعة كبيرة وكثيفة نسبياً من مؤلفات أخرى تصنف ضمن الأدب المقارن لكل علوم الاجتماع الأنثربولوجيا أيضًا بما يشابه كتبه الأخرى عينها والتي تعتبر مرجع دائم يستند إليه طلاب ودارسو العلوم الإنسانية عامة وسواء كانوا متخصصيين أم هواة ومتعاملين مباشرة أو indirectly بهذا الاختصاص المذكور سابقاً فهو بلا شك واحد ممن وضع بصمة مميزة وحضور مهول قد لايمكن لشخص اخر تجاهله ولذلك يستحق تماماً وصف أنه أحد الأعمدة الرئيسية لمنطلقات منظومات تفكير تطور منهجيتها لاحقا تطوير كبيرلحقول البحث المستقبلي.
(جديربالذكر : تمت صياغة النص الجديد بحيث يزيد طول الفقرات ويضيف بعض التفاصيل والشروح اللازمة دون تغيير السياق الرئيسي)