التقاطع والتقاطع: رحلة في الفكر عبر عالمَي الفلسفة والعلم

لقد جدّد التاريخ البشرِي اهتمامهِ بمعرفةِ أسرار الكون ومعاني الحياة منذ آلاف الأعوام؛ فأقام هيكلَان ضخمَان ليُحيطَا بمجالات المعرفة الإنسانية, هما الع

لقد جدّد التاريخ البشرِي اهتمامهِ بمعرفةِ أسرار الكون ومعاني الحياة منذ آلاف الأعوام؛ فأقام هيكلَان ضخمَان ليُحيطَا بمجالات المعرفة الإنسانية, هما العلمُ والفلسفة. يبدو أنهما وجهان لانعكاس واحد, إلا إنهما يتمتعان بتخصصاتهما الفريدة ونهجهما الخاص في التعامل مع الغامض والمرئي alike. دعونا نستكشف الجوانب المختلفة لهذه الرحلتين الفكرية الرائعتين - علم وفلسفة - لنرصد الفرق الدقيق بينهما.

مفهوم التفكير العلمي

العلم هو نظام منطقي يستند إلى التجارب والإثباتات المرئية لفهم الظواهر الطبيعية. فهو نهج يقوم على جمع الحقائق وتنظيمها بشكل دقيق لإنتاج نظريات قابلة للاختبار. نشأت جذوره الأولى في الحضارات القديمة مثل مصر وما بين النهرين ثم تطورت فيما بعد لتكون جزءاً من موجة فلسفية طبيعية عمت اليونان القديم تحت تسمية "الساينس". اليوم, ينبع المصطلح نفسه من اللغة اللاتينية "scientia", والذي يعني حرفياً "المعرفة".

مفهوم التفكير الفلسفي

أما الفلسفة فهي طريق آخر للعقل لاستكشاف الأمور العميقة للأرواح الإنسانية والحياة نفسها. تأخذ كلمتها الإيطالية الأصل "philosophia" معناً غنياً, يحكي قصة حب الإنسان للحكمة. ليست مجرد عملية بحث حول حقائق الأشياء فقط, بل هي وسيلة تحلل الأفكار بطرق منطقية عميقة تلقي الضوء على مشاكل أخلاقية جمالية وغيرها الكثير. تشمل مجالات تخصصها الرياضيات والنظرية الأخلاقية وعلم النفس وعلم الاجتماع وغير ذلك بكثير. إنها مسعى دائم للتعمّق أكثر وأكثر في فهم الذات والموضوعات الروحية والوجودية الأخرى المرتبطة بالقيم والقضايا المعرفية.

الاختلافات الرئيسة بين الاثنين

على الرغم مما قد يوحي به التشابه الواضح, يوجد اختلافات جوهرية عند النظر بشكل أقرب لكلا الاتجاهين الفكريين. يكمن الجانب الأكثر أهميته هنا في طريقة تناول كل منهم للمعرفة وكيفية اشتغال ذهنيهما أثناء العمليات المنطقية.

  1. نموذج المعرفة: بينما يسعى العلم نحو توصيف العالم الخارجي واستخدام أدوات مادية كمراقبة وتمثيل بيانات، تستعين الفلسفة بالألفاظ والكلمات كأساسيّة لها للاستنتاج وإعطاء توجهات جديدة للإنسان ومفاهيمه الخاصة بالنظام العام.
  1. احترام الأدلة: يلزم العلم اتباع دليل تجارب محكوكة بدقة ولا يقبل سوى الحقائق المؤيدة بالإحصائيات والصواب التشوريفي لمناهجته المعتمدة على الرصد الموضوعي لما حوله. بالمقابل تنصب طاقات الفيلسوف تجاه التركيز المكثّف علي التأويلات الشخصية للقضايا الكبرى وللحالة العامة للدراسات الثقافية والدينية بما فيها علوم الدين والفقه الاسلامي وكذلك العصور التاريخية المختلفة للشريعة الإسلامية وكل ما له علاقة بالتراث العربي والعالم العربي الكبير الذي يعد رصيده الثمين لكل عصر جديد يأتي ويتعدل بموجبه نسبة الاعتقاد بالحاضر المستقبلي .

إن الشراكة الوثيقة للرأيين العلمي والفلسفي ظاهرة ملحوظة للغاية; العديد ممن برعوا في أحد المجالين أيضا امتلكوا مهارة مميزة ضمن الآخر كذلك! إذ تبادل الرجلين تأثير كبير يدفع أحدهما للتحرك بوتائر مشابهة للآخر حتى وإن كانت المواقع مختلفة نوعيًا داخل دائرة حركة التيار الرئيسي المعرفي بإطار مجتمع الانسان الحديث والساعي دوماً لتوسيع قاعدة نبذ العنف والحروب وتحقيق سلام داخلي وخارجي بين أفراد المجتمع العالمي الواحد الموحد بلا تمييز بسبب دين او لون بشرة خاص لأمة واحدة تجمع الجميع بغض النظرعن خلفية قوميتهم وثقافة وطنهم الأم.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات