ابن رشد، الاسم الذي ارتبط بالفكر والفلسفة في الأندلس، يمثل شخصية بارزة في تاريخ الإسلام. هناك شخصيتان تحملان هذا الاسم، كل منهما ترك بصمة واضحة في مجاله.
ابن رشد الجد
محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، المعروف بابن رشد الجد، ولد في قرطبة عام 450 هـ. نشأ في بيت علم، وتلقى تعليمه على يد علماء الأندلس المشهورين. تولى قضاء قرطبة، وكان معروفاً بحسن خلقه وبرّه بالناس. ترك ابن رشد الجد العديد من المؤلفات القيمة في الفقه، منها "المقدمات لأوائل كتب المدونة"، و"البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل".
ابن رشد الحفيد
أما ابن رشد الحفيد، فهو محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، ولد في قرطبة عام 520 هـ. نشأ في بيت علم أيضاً، واهتم بكلام أرسطو، حيث قام بترجمته إلى العربية وزاد عليه. اتُهم بالزندقة والإلحاد بسبب ذلك، مما أدى إلى نفيِه إلى مراكش. من أهم مؤلفاته "فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال"، و"بداية المجتهد ونهاية المقتصد"، و"تهافت التهافت".
على الرغم من الاختلافات بينهما، إلا أن كلا من ابن رشد الجد والحفيد تركا إرثاً علمياً غنياً في مجالات الفقه والفلسفة والطب.