تُعتبر المفاهيم المتعلقة بأنظمة الحكم وأنظمة السياسة من أهم المواضيع في دراسة العلوم السياسية. وعلى الرغم من ارتباطهما ارتباطاً وثيقاً، إلا أنه يوجد فرق واضح بين الاثنين.
النظام السياسي: يشير هذا المصطلح إلى الهيكل العام الذي ينظم العلاقات بين مختلف الجهات الحكومية داخل دولة ما وكيف تتصرف هذه السلطات فيما بينها وبما يتعلق بالمواطنين. يُمكن النظر إليه كتعدد الطبقات المختلفة للحكومة؛ مثل التشريعية والتنفيذية والقضائية وما إذا كانت هناك فصل واضحة لهذه الأدوار أم لا. بالإضافة لذلك فإن النظام السياسي يحكم طريقة اتخاذ القرار بشأن القواعد والقوانين التي تنطبق على الجمهور. قد يكون للنظام السياسي تأثيراً مباشراً على طبيعة النظام الذي تسعى حكومه لتحقيقيه. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما ترتبط الأنظمة الديمقراطية بنظام حكم يتميز بحالة اشتراك واسعة النطاق لحقوق التصويت وانتخاب المسؤولين المنتخبين، بينما يمكن وصف الانظمة الشمولية بوجود سلطة مركزية قوية تحت سيطرة شخصيات قليلة للغاية.
نظام الحكم: أكثر تحديدًا بكثير من نظيره السابق، فهو يسأل حول الشخص أو الأشخاص الذين يمتلكون القدرة النهائية لاتخاذ القرارات الهامة بالنسبة للبلاد وعلاقاتها الخارجية والعلاقات الداخلية أيضًا. إنه يجيب علينا أسئلة ذات طابعٍ عملي عميقة كالآتي: "من يدير البلد?" و"كيف يستمر المتحكمون الحاليون في تولي المناصب ؟". تشمل الأمثلة الرئيسية لأنماط حكم مختلفة الحكم الاستبدادي حيث يكون حاكم واحد مسيطراً بشكل مطلق ، والديمقراطيات البرلمانية التي تتبع انتخابات منتظمة لتحديد العملاء العموميين والفدرالية الممثلة والتي تسمح بمستويات متعددة للاستجابة المحلية واستقلاليتها نسبياً.
وفي الواقع، ليس بإمكان أي منهما الاعتماد بدون الآخر تماماً إذ يقوم كل منها بتوفير بيئة خاصة بالسلوك السياسي الخاص بالأخر . لذا عندما ننظر في نقاشات عامة حول أنظمة الدول المختلفه، فنحن نتحدث بالتأكيد عن تركيبة تعاون ديناميكي ومعقد بين هاتين المنظورتين الرئيسيتين.