كانت فترة حكم حمورابي، ملك بابل السادس من سلالة الأُموريين الأولى (منذ حوالي عام 1792 حتى 1750 قبل الميلاد)، محطة مهمة جداً في التاريخ القانوني والحكم السياسي. يعتبر كتاب "قوانين حمورابي" واحدة من أقدم مجموعات الشريعة المعروفة رسميًا والتي تهدف إلى تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لبلد ما.

تميزت تشريعات حمورابي بالتعمق الكبير في مختلف جوانب المجتمع آنذاك، بما فيها العلاقات الشخصية مثل الزواج والطلاق وميراث الأطفال بعد وفاة أحد الوالدين. كما تناولت أيضاً مسائل أكثر عمومية مثل العبودية، الدين، التجارة، والصحة العامة. مثلت تلك القوانين خطوة نحو العدالة المتوازنة نسبياً - رغم أنها كانت قاسية نوعاً ما بناءً على المقاييس الحديثة -.

ومن بين أشهر أحكام حمورابي:

1 - قانون رقم 18: ينص على كيفية التعامل مع العبيد المتمردين.

2 - قانون رقم 48: يحمي الدائنين من مخاطر الظروف المناخية غير المواتية التي قد تؤثر سلباً على محصول المدين.

3 - قانون رقم 161: يجبر الآباء على منح ميراث الزوجة المتوفاة لإبنها بدلاً من أبيه عند عدم وجود ذكور آخرون.

4 - قانون رقم 196: يؤكد عقوبة العين بالعين فيما يتعلق بجروح الوجه الخطيرة.

5 - قانون رقم 209: يقضي بسداد غرامة قدرها عشرة شيكل في حالة وفاة الطفل بسبب ضرب الأم الحامل.

6 - قانون رقم 221: يلزم المرضى بدفع رسوم للطبيب الذي يقوم بإصلاح عظامه المكسورة.

7 - قانون رقم 224: يشترط دفع أجره لطبيب البيطرة كل مرة يتم إجراءعملية لجرح حيوان.

هذه فقط أمثلة بسيطة لما تضمنته "قوانين حمورابي". لقد شكلت أساساً مهماً لبقية الشرعات التالية لها عبر التاريخ الإنساني الطويل والمعقد.