ولد أبو جعفر المنصور، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، في قرية الحميمة بالشام عام 95 هـ (714 م). نشأ في بيئة علمية وثقافية غنية، حيث تلقى تعليمه على يد كبار رجال بني هاشم. كان فصيحًا عالمًا بسير الملوك والأمراء، ودرس النحو والتاريخ والأدب شعرًا ونثرًا وغير ذلك.
تولى المنصور الخلافة بعد وفاة أخيه أبي العباس السفاح، وكان حينها أميراً على الحج في الحجاز. واجه العديد من التحديات والثورات خلال فترة حكمه التي استمرت 22 سنة، بما في ذلك ثورة عمّه عبدالله بن علي، وتمرد أبي مسلم الخراساني، وثورة محمد النفس الزكية، وثورات الفرس. بفضل حنكته السياسية ودهائه العسكري، تمكن من القضاء على هذه الثورات والحفاظ على استقرار الدولة.
كان المنصور معروفاً بحسن التدبير والثبات والصبر عند الشدائد. لم يكن ميالاً إلى اللهو والتسلية، بل كان يحرص على جمع المال وبناء التحصينات والأسوار. كما أظهر اهتماماً بالعلوم والمعارف، حيث درس الأدب والفقه والفلك والفلسفة، ومنح اهتماماً للعلماء والمفكرين.
توفي المنصور في طريقه إلى الحج عام 158 هـ (775 م) عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاماً. أصيب بمرض باطني مزمن عند بئر ميمون، فدفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة. يُعتبر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، حيث نجح في توطيد أركانها والقضاء على التهديدات الداخلية والخارجية.