عالم الفيزياء الشهير غراهام بل: مسيرة بحث علمي ثرية وعلاقات عميقة مع الآخرين

ولد العالم البريطاني الكبير غراهام هيو براون "بل" عام 1922 لأسرة مرموقة. شجعته والدته وزوجها المدافع السابق عن حقوق العمال على الاهتمام بالعلوم منذ ال

ولد العالم البريطاني الكبير غراهام هيو براون "بل" عام 1922 لأسرة مرموقة. شجعته والدته وزوجها المدافع السابق عن حقوق العمال على الاهتمام بالعلوم منذ الصغر، مما مهد الطريق أمام موهبته الاستثنائية. بدأ دراسته الجامعية في جامعة كيب تاون الجنوب أفريقية قبل الانتقال إلى إنجلترا لإكمال درجة الدكتوراه تحت رعاية سيمور فاينمان في جامعة كامبريدج.

بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم بل إلى مختبر كاليفورنيا للفيزياء التطبيقية (Caltech)، حيث شهدت حياته الأكاديمية تطورا ملحوظا. أسس قسمَي الفيزياء والعلوم الحاسوبية بالمختبر. خلال فترة وجوده هناك، عمل بشكل وثيق مع علماء بارزين آخرين مثل ريشارد فاينمان وروبرت أوبنهايمر، ما أثر بشكل كبير على مجالات البحث العلمي الخاصة بهم جميعاً.

إحدى أهم إسهامات غراهام بل تتمثل في اكتشافاته حول البلورات الكمومية المتعددة الأبعاد والتي أدت لاحقاً لتطوير تقنية القياس الطيفي الجزيئي الضوئي -اليوم تُعرف باسم طيف الأشعة تحت الحمراء بالأشعة فوق البنفسجية-. بالإضافة لذلك، كان له دور رائد ضمن مشروع قاذفات قنابل متصادمة متزامنة ومعقدة للغاية أثناء الحرب العالمية الثانية؛ وهو المشروع الذي يعتبر أحد أول تجارب اختبار الانفجار النووي المنظم.

لم تقتصر نجاحات البل فقط داخل حدود الأكاديميات والمعامل العلمية؛ فقد اشتهر أيضا بمواقفه الإنسانية والتزامه الاجتماعي. عرف عنه دعمُه لحركات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية ومساهماته في تعزيز السلام بين الدول عبر عدة طرق مختلفة بما فيها تبادل الثقافات والعادات الفريدة لكل مجتمع امتهان مهنة التعليم. ترك بصمة واضحة لدى العديد ممن عاصروه ممن تأثروا بتعاليمه وبريقه الأخلاقي والإنساني العميق.

توفي غراهام بل سنة ١٩٩١ تاركا خلفَه تراثاً علمياً فخراً للأجيال المُقبلة يعكس مدى تأثير هذا الرجل الواحد في تشكيل اتجاه المسار التاريخي للعلم الحديث وتأثير تلك الاكتشافات الرائدة في تغيير وجه البشرية نحو مستقبل أكثر تقدماً وإنصافاً وإنسانيةً .


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات