- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تناولت المناقشة قضية جوهرية تتعلق بمفهوم النمو الاقتصادي وما إذا كان يُعتبر مجرد أداة حسابية ذات فائدة محدودة عند النظر إلى جوانب أخرى حيوية في المجتمع. فتح الناطقان، إيناس الجزائري والمختار الشاوي، نقاشاً مثيراً حيث عرض كل منهما وجهة نظره فيما يتعلق بهذا الأمر. بدأت إيناس الجزائري بإلقاء الضوء على الجانب الأكثر تعقيدا للموضوع. وفقاً لها، رغم أنه يُعتقد عادة بأن النمو الاقتصادي الدائم قادر على تحقيق الاستقرار والرخاء للدول، فإن التجارب الواقعية تكشف العديد من التحديات المرتبطة بهذه العملية. تُشير هذه التحديات إلى وجود الفجوات الاجتماعية الواسعة وتفاقم الظلم الاجتماعي. وبالتالي، ليس هناك خديعة بالضرورة في الآليات الرياضية المستخدمة لقياس النمو، ولكنه كيف يتم تطبيقها والتأكيد عليها كأهداف رئيسية بينما تُغفل الأمور الأخرى المؤثرة بشدة على نوعية الحياة البشرية. من جانبه، استند المختار الشاوي على حديث زميله، موضحاً مدى خطورة التركيز المبالغ فيه على مقاييس النمو الاقتصادي بصفته السبيل الوحيد لتحقيق نجاح الدولة. إنه يشير بوضوح إلى أنه حتى لو كانت الإحصاءات الرقمية دقيقة تماماً، إلا أنها غير قادرة على تقديم صورة متكاملة للحالة العامة لمجتمع ما. فالبيانات المجردة غالبا ماتخفي الحقائق الحقيقية بشأن الوضع الاجتماعي وتزيد الفترات الفاصلة بين الفقراء والأغنياء. ويؤكد أيضاً أن السياسات المبنية فقط على أفكار نظرية أو بيانات عددية ستكون قصيرة الرؤية وغير ملائمة للتغيرات المعقدة في أي مجتمع حي. إن جوهر هذا النقاش يدور حول التأكيد على ضرورة توسيع نطاق قياساتنا للتنمية الوطنية لتشمل عوامل اجتماعية وأخرى مرتبطة بالحياة اليومية للسكان، وليس فقط تركيزنا المكثف على المقاييس الاقتصادية التقليدية.