تأسست الأكاديمية البحرية الملكية عام ١٧٢٢ في بريطانيا كأول مؤسسة أكاديمية مخصصة لتدريب الضباط البحريين، وقد لعبت دورًا أساسيًا في تشكيل القوة البحرية البريطانية وتطورها خلال القرون التالية. تُعتبر هذه المؤسسة التعليمية واحدة من أكثر المدارس احتراماً لنخبة المهنيين العسكريين البحريين حول العالم.
تعكس البنية التاريخية لهذه الأكاديمية رحلتها عبر الزمن؛ فالاسم الرسمي لها هو "كلية سانت مايكل"، وهو يعود إلى اسم الراهب القديس مايكل الذي اختير كنصير للكلية عند إنشائها. الموقع الجغرافي للاكاديمية فريدة أيضًا، فهي تقع داخل قلعة ديريك الشهيرة والتي كانت تستخدم سابقاً كمقر إقامة لأحد الأمراء قبل تحويلها لمدرسة بحوث عسكرية.
يتمحور برنامج التدريس الداخلي في الأكاديمية بشكل رئيسي حول ثلاثة محاور رئيسية هي: علوم البحريات العسكرية، الفيزياء الحيوية للمحيطات، وعلوم الاتصالات والقيادة. بالإضافة لذلك، توفر الأكاديمية مجموعة واسعة من الدورات الاختيارية التي تهتم بالفنون التقليدية والحرف اليدوية المتعلقة بمجال العمل البحريني مثل النحت الخشبي والنسيج البحري والتجديف بالقوارب الشراعية وغيرها الكثير مما يساهم بتكوين شخصية شاملة لكل طالب خريج منها.
خارج نطاق المناهج الدراسية الرسمية، تتضمن الأنشطة الطلابية مجموعة متنوعة من الرياضات المختلفة بما فيها كرة القدم وكرة الرجبي وكرة السلة والتنس وألعاب الرماية، وكذلك الفنون المسرحيه والموسيقى الغراندية. كل تلك النواحي مجتمعة تساهم بخلق بيئة اكاديميه غنية ومتكاملة تساعد الطالب علي الوصول الي ذروته الفكري والعاطفى والمعنوي والثقافي أثناء فترة تدربه اللازمة ليصبح جاهزا للانطلاق نحو مساره الوظيفي الرائع بعد تخرجه مباشرةً!
مؤخراً ، استمرت الأكاديمية البحرية الملكية في مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي العالمي مع الحفاظ أيضاً علی قيمتها الثقافية والتاريخية الراسخة منذ قرون مضت . ومن ضمن ذلك استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتعزيز تجربة التعلم العملي للطلبة فيما يخص عمليات حفظ سلام الدول والدفاع عنها ضد المخاطر الأمنيه المحتملة مستقبلاً سواء كانت برمائية أم بحرية أم جوّيه كذلك !
