تعدّ سورة الأحزاب واحدة من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة، وتتميز بجمال أسلوبها وبلاغتها، حيث تتناول العديد من المواضيع المهمة مثل توجيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإبطال بعض العادات السائدة، وذكر بعض الأحكام الشرعية، بالإضافة إلى قصص غزوات الأحزاب وبني قريظة. ومن بين الأغراض البلاغية التي تستخدمها السورة هو المفعول المطلق، والذي يظهر في عدة مواضع في الآيات.
المفعول المطلق في سورة الأحزاب يستخدم لبيان الحال أو الزمان أو المكان، مما يعطي دقة ووضوحاً أكبر للآيات. على سبيل المثال، في الآية الأولى من السورة: "يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما"، نجد أن "حكيما" هو مفعول مطلق لبيان حال الله تعالى. كذلك، في الآية الرابعة: "ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما"، نجد أن "جناح" هو مفعول مطلق لبيان حال الجناح.
كما يستخدم المفعول المطلق في السورة لبيان الزمان، كما في الآية الخامسة: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا"، حيث أن "مسطورا" هو مفعول مطلق لبيان زمان الكتابة.
ومن خلال استخدام المفعول المطلق في سورة الأحزاب، نرى كيف يساهم في إثراء المعنى وتوضيحه، مما يعكس براعة القرآن الكريم في استخدام الأغراض البلاغية المختلفة.
