ولد الأمير هشام بن عبد الملك عام 727 ميلادي، وهو ابن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأحد أشهر الشخصيات البارزة خلال العصر الأموي. يُعتبر هشام شخصية حاسمة في تاريخ الدول الإسلامية المبكرة بسبب دوره الكبير كسلطان ومدافع قوي عن الفكر الإسلامي والأخلاقي.
تولت عهدته القيادة بعد وفاة أخيه سليمان الثالث، حيث استمر حكمه حتى وفاته في عام 743 ميلادي. شهد فترة حكمه العديد من الأحداث التاريخية الهامة والتي تركت بصمة واضحة على العالم الإسلامي آنذاك. كانت إحدى أهم هذه الأعمال هي توسيع وتعميق النطاق الجغرافي لدولة الأمويين، مما أدى إلى زيادة النفوذ السياسي والعسكري للدولة بشكل كبير.
كان لـ هشام اهتمام عميق بالثقافة والمعرفة، وقد دعم الفنون والعلوم بشدة. أسس داراً للكتابة تحت إشراف عالم اللغة الشهير أبو عبيدة معمر بن المثنى، والذي أصبح فيما بعد مركزاً رئيسياً لتجميع ونشر المعرفة عبر مختلف المجالات بما فيها الشعر والنثر والتاريخ والتفسير القرآني.
بالإضافة لذلك، كان له دور بارز في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمجتمع المسلم أثناء الفترة التي شهدت تحديات كبيرة. فقد حرص على تعزيز القيم الأخلاقية والدينية وسط شعبه وتعزيزها داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء. ويعد هذا الجانب من حياته أحد أكثر جوانب ذكراه ثباتا بين المؤرخين الذين يبحثون في حقبة الحكم الأموي.
بذلك، يمكن اعتبار حياة الأمير هشام نموذجا رائعا للسلطة والحكمة جنبا إلى جنب مع الإلتزام الراسخ بالقيم الإسلامية التقليدية. إن تأثيره المستدام ليس فقط ضمن حدود الدولة الأموية ولكن أيضا خارجها جعل منه رقما فاعلا ومؤثرا حتى يومنا هذا.