أول امرأة تفوز بجائزة نوبل: رحلة ماري كوري الملهمة

ولدت ماري سكلودوفسكا كوري عام 1867 في وارسو، بولندا، لتكون واحدة من بين خمسة أشقاء. رغم العقبات العديدة، بما فيها الرغبة الشديدة لماري في دراسة العلم

ولدت ماري سكلودوفسكا كوري عام 1867 في وارسو، بولندا، لتكون واحدة من بين خمسة أشقاء. رغم العقبات العديدة، بما فيها الرغبة الشديدة لماري في دراسة العلم وسط مجتمع يعتبر التعليم العالي للأطفال غير ضروري، اضطرت للعمل مدرسة خاصة لتحصيل تكاليف تعليمها. ومع ذلك، أثبتت ماري قدرتها الاستثنائية حينما أنهت دراستها ثانوية بتفوق وأصبحت الأولى على قسمها بحصولها على ميدالية ذهبية عام 1883.

بعد عدة سنوات من العمل الشاق والتحديات الشخصية، تم قبول ماري في جامعة السوربون بباريس الشهيرة للدراسات العليا في الفيزياء عام 1891. هنا، بدأت مسيرتها الرائدة في مجال الأبحاث الإشعاعية. تزوجت لاحقا من بيرس كيوري، وهو زميلها الباحث، وانضم الاثنان لقوة صغيرة لكن متمكنة من العلماء الذين كانوا يستكشفون العالم الغامض للإشعاع.

حققت ماري كوري إنجازًا تاريخيًا آخر عندما حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم - أول امرأة تفعل ذلك في فرنسا - وذلك خلال بحثها حول نشاط المواد المشعة مثل اليورانيوم والثوريوم. هذا الاكتشاف جعل منها شخصية محورية ليس فقط في علم الفيزياء ولكن أيضًا الكيمياء؛ فقادت الفريق الفريق الذي قام باكتشاف العنصرين الطبيعيين "الراديوم" و"البولونيوم".

بالرغم مما واجته منه من تحديات، واصلت ماري كوري تحقيق نتائج ملفتة حتى أنها فزت بثلاث مرات بجوائز متقدمه ومرموقة ولم يفز بها أحد قبلا ولا بعدها إلا مرة واحد هي جائزة نوبل مرتين؛ الأولى عام ١٩٠٣ كانت مشتركة مع زوجها وبيرتراند رايلي تقديراً لأعمالهم الرائدة في ظاهرة الأشعات المؤينة وللاستنتاجات الهامة بشأن طبيعتها الكيميائية والفسيولوجية؛ أما الثانية فقد أتت وحدها عام ١٩١١ نظراً لجهودها المثابرة والإسهام الكبير الذي قدمته للعلم عبر عمليات فصل وإعداد المركبات الجديدة لعناصر جديدة ناشئة بنفس الوقت والتي عرفت فيما بعد باسم "الراديوم والبوليوم".

تعرضت هذه الانسان الفذ لنوبات صحية سيئة جرّاء تعرضها الطويل والمباشر لجسيمات مشعة أثناء تجاربها المكثفة، توفيت سنة ١٩٣٤ متأثرة بسرطان الدم الناجم جزئيًا عن التعرض الحثيث لهذه الجزيئات القاسية وغير المألوفة سابقاً والتي شكلت أساس حياتها اليومية طيلة الأعوام الأخيرة قبل انتقال روحها نحو دار الحق. تاركة خلفها تراث دائم التألق يعكس مدى قوة الروح الإنسانية وحافزيتها مهما بلغ الظروف صعوبةً وظلمةً محيطها المعيشي والمعرفي كذلك!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات