الدولة النوميدية، إحدى أقدم الممالك الأمازيغية في شمال غرب أفريقيا والتي امتدت عبر مناطق الجزائر وليبيا وتونس والمغرب، عرفت برؤساء دولة بارزين تركوا بصمات واضحة خلال فترة ازدهار هذه الحضارة التاريخية. بدءا من ماسينيسا، المؤسس للأمة النوميدية، ونهايته بيوبا الأول، آخر ملوكها، هذه قائمة بأبرز القادة الذين شكلوا مصير البلاد.
ماسينيسا، المعروف أيضا باسم "زعيم البور"، كان قائدا محاربًا ومؤسسا للدولة النوميدية في القرن الثاني قبل الميلاد. استمر حكمه لمدة خمسة وثلاثون سنة (من العام ٢٠٢ حتى ١٤٨ قبل الميلاد) حيث قاد قواته بحكمة ضد الرومان وكارتاجنة. رغم أنه بدأ كمilitant pro-Carthaginian, إلا أنه تحالف فيما بعد مع الرومان مما أكسب بلاده مكانة سياسية مهمة.
في ظل ابنه الأكبر ميسيبس (حكم من ١٤٨ حتى ١١٨ قبل الميلاد), شهدت البلاد سلام مؤقت لكن هذا السلام انهار بسرعة بسبب الخلاف حول السلطة داخل العائلة المالكة. أدى ذلك إلى ظهور ثلاثة مشاركين للحكم هم جلوسا, ماستانابال وهيمبسال الأول بشكل متزامن قصير المدى.
استمر النزاع الداخلي حين قام اليوجرتاتا -ابن ماستانابال بمظاهرة دامية ضد أقربائه حكام نوميديا وقتل أخاه هيمبسال الأول ليصبح الحاكم الوحيد لهذه المقاطعات المترامية الاطراف. ومع ذلك فشل طموحاته وانتهى الأمر بسجنه واستعراض انتصاره أمام الشعب الروماني بالروما نفسها!
بعد وفاة يوغرطة جاء غودا وهو ابن ماستانابال الآخر لتحكم لفترة وجيزة وكانت فترة حكمه مليئة بالحروب الداخلية والخارجية. بينما فر ابنه الهيمبسال الثاني للهجرة الى مصر إلا أنه عاد مجدداً لرئاسة الجمهورية عقب سقوط الفرنجة هناك وتمكن من تعزيز قوة قبيلته البربرانية باسترجاع معظم أراضي الدولة النوميدية الضائعة ضمن الحرب الرومانية الحديثة آنذاك. ثم حل محلّه الملك يوباس الأول الذي قضى السنوات الأخيرة من حياته نحيف الجسم نتيجة مرض عضال ولكنه خلال تلك الأعوام القصيرة عمل بجهد لإعادة بناء الاقتصاد والحفاظ على الاستقرار السياسي لنومهيديا حتى اعتبرها الامبراطور أغسطس سيسيروس حق طبيعي لها كونها تابعة رسمياً للإدارة الرومانية منذ عام 46 ق.م .
