كان سعيد عبد السلام سحنون رمزاً بارزاً للحركة الوطنية الجزائرية وللحزب الجمهوري الجزائري لاحقاً. ولد في عام 1910 في مدينة قسنطينة شرق الجزائر، نشأ وترعرع في بيئة عائلية ملتزمة بالتعليم والقيم الوطنية. بدأ مسيرته التعليمية في مدارس المدينة قبل أن ينتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس لمتابعة دراسته الجامعية هناك.
في مطلع الثلاثينيات، انضم سحنون إلى صفوف الأحزاب السياسية التي كانت تناضل ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر. لعب دوراً محورياً في تنظيم مظاهرات الطلاب والمسيرات الاحتجاجية الطلابية المناهضة للاستعمار. اعتقالاته المتكررة لم تثنه عن مواصلة نضاله الوطني، مما جعله أحد القادة الرئيسيين للمقاومة الجزائرية ضد الحكم الفرنسي.
بعد الحرب العالمية الثانية، شارك سحنون بشكل فعال في تأسيس حزب الشعب الجزائري، المعروف أيضاً باسم "الحزب الجمهوري"، والذي كان يهدف إلى تحقيق استقلال البلاد واستعادة كرامة شعبها خلال فترة ما بعد الاحتلال. مع زملائه المؤسسين مثل محمد بلوزداد وفرحات عباس، أسسوا نقاشات سياسية عميقة حول مستقبل الجزائر المستقلة، مؤكدين على ضرورة بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ الديمقراطية والمساواة الاجتماعية.
على الرغم من الصعوبات الجسام والتحديات الأمنية الكبيرة التي واجهتها الثورة الجزائرية آنذاك، ظل سحنون متماسكاً ومتصلاً بروحه النضالية حتى وفاته المفاجئة سنة ١٩٦٠ أثناء زيارته الرسمية لبروكسيل البلجيكية, تاركاً خلفه إرثاً وطنياً خالداً ونبراساً يضيء طريق الحرية والاستقلال للشعب الجزائري. رحل المبادر لكن أفكاره وعطاءاته ظلت محفورة في تاريخ الوطن المجيد.