تقييم مقارن لنظريات بياجيه وكولبرج في تطوير الفكر الأخلاقي لدى الأطفال

في عالم علم النفس التعليمي، تُعتبر نظريتا جان بياجيه ولورنس كولبرج من أكثر النظريات تأثيراً فيما يتعلق بتطور التفكير الأخلاقي لدى الأطفال. يركز كل منه

في عالم علم النفس التعليمي، تُعتبر نظريتا جان بياجيه ولورنس كولبرج من أكثر النظريات تأثيراً فيما يتعلق بتطور التفكير الأخلاقي لدى الأطفال. يركز كل منهما على مراحل معينة تمر بها هذه العملية ويقدم رؤى فريدة حول كيفية تشكيل القيم والأخلاقيات عند الشباب.

بدايةً، ينظر بياجيه إلى نمو الوعي الأخلاقي كجزء أساسي من عملية التعلم العامة التي يمر بها الطفل. وفقاً له، يتم تقسيم هذا التطور إلى مرحلتين رئيسيتين: ما قبل العمليات (من الولادة حتى سن 7 سنوات) والعقلاني (بين عمر 7 و11 سنة). خلال الفترة الأولى، يُعرف الأطفال عادة بالتفكير الانفعالي والتبعية الكاملة للقواعد الموضوعة لهم من قبل البالغين. بينما في الثانية، يبدأون في فهم مبادئ العدالة والإحساس بالقوانين غير المرئية والتي تحدد سلوكهم الخاص.

على الجانب الآخر، قدم كولبرج تصنيفاً أكثر تفصيلاً للمراحل الأخلاقية عبر ست مراحل رئيسية تبدأ منذ الطفولة المبكرة وتستمر حتى الرشد. يقسمها إلى مستوى الحس والدقة الصوريان (الذي يشبه فترة بياجيه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات)، ومستوي العقد الاجتماعي والمبادئ القانونية والذي يصل إليه الأشخاص بعد البلوغ. لكل مرحلة خصائص مميزة تعكس درجة نضوج وجدل الشخص تجاه قضايا الحق والخير والشر.

إن المقارنة بين هذين النهجين توضح تنوع المناهج النظرية لفهم عمليات النمو المعقدة مثل التفكير الأخلاقي. رغم اختلافاتهما الظاهرة، فإن الجدل الأكاديمي الدائر حولهما يؤكد على أهميتهما كمقاربتين تكمل بعضهما البعض بدلاً من تنافيهما. إن استخدام أدوات البحث المتعددة يمكن أن يكشف المزيد عن الإمكانات الغنية لتشابكات هاتين النظريتين الرائدتين.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات