تأثرت الفلسفة الغربية بشكل عميق خلال الفترة الحديثة، بدءاً من القرن السابع عشر مع حركة التنوير التي شهدت تحولاً جذرياً نحو التفكير العلمي والعقلاني. وقد استمرت هذه الحركة لتؤثر بشكل كبير على مختلف مجالات المعرفة والفكر، بما في ذلك الدين والسياسة والأخلاق. ومن أهم الشخصيات التي ساهمت في تشكيل هذا التحول نجد جون لوك وديفيد هيوم وجان جاك روسو وإمانويل كانت، الذين شكلوا نواة للفلسفة النقدية وما بعدها.
في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، امتد تأثير التنوير إلى ما يعرف بفلسفة الرومانسية، والتي ركزت على المشاعر الإنسانية والإبداع الفني، وتميز بها شوبنهاور وهيجل وسارتر وغيرهم ممن أثروا حركات فلسفية مختلفة مثل المادية التاريخية والسوسيولوجيا. وفي حين اكتسبت الأفكار القائمة على التجربة العملية والحسّ مكانة بارزة لدى بعض المفكرين الأوروبيين، عمل آخرون على تطوير نظريات أكثر تعقيداً حول طبيعة الواقع والمعرفة.
مع بداية القرن العشرين وبروز الحرب العالمية الأولى، ظهرت مدارس تفكير جديدة تستكشف أبعاداً ناشئة للوجود البشري؛ فقد اهتمت مدرسة الوجودية بالسؤال عن معنى الحياة وأصل الحرية الشخصية والجماعة البشرية، بينما طرح اللا-واقعيون أسئلة حول ماهية العالم وكيف يمكن إدراكه باستخدام عقولنا وحدتنا فقط. أما المدارس المنطقية والنحوية فقد ركزوا جهودهم على تحديد الدقة المنطقية للمعايير المعرفية وتفسير اللغة باعتبارها أساس التواصل الاجتماعي والثقافي.
هذه المسيرة المتغيرة باستمرار للفكر الغربي قد تركت بصمة واضحة ليس فقط داخل المجتمعات الأكاديمية ولكن أيضا داخل الثقافة الشعبية والمجتمع المدني الحديث أيضًا, مما يؤكد دور الفلسفة كمحرك رئيسي للتغيير الاجتماعي والفكري خلال القرون الأخيرة.