كان للمهاتما غاندي العديد من الشخصيات البارزة الذين تركوا بصمة واضحة في حياته ومسيرته النضالية نحو الحرية والاستقلال الهندي. هذه الأفراد لم يؤثرؤا فقط في تشكيل فكر غاندي وأسلوبه الثوري غير العنيف، ولكن أيضا ساهموا بشكل كبير في بناء الحركة الوطنية الهندية الحديثة.
أحد أهم هؤلاء الأشخاص هو والده بوتلديب دويت بارماخارانادا غاندي، والذي كان له دور حاسم في تعليم ابنه القيم الأخلاقية والدينية والقانونية. وقد أثر هذا التعليم العميق في طفولة غاندي بشكل عميق، مما زرع فيه روح الصدق والأمانة والإيمان بالعدالة الاجتماعية.
كما تأثر غاندي بشكل كبير بمدرسه جون هيندو لوكاس، الذي علمه الإنجليزية وشجع عليه المثابرة والمبادئ الإنسانية. كما شجع لوكاس على قراءة كتب الأدباء الغربيين مثل توماس كارلايل وتوماس بايلي، والتي أثرت في فكرة عدم استخدام العنف كوسيلة للتغيير الاجتماعي.
ومن بين الأشخاص الآخرين الذين أثروا في غاندي، يمكن ذكر إبراهيم زينودين خان، المحامي البريطاني الذي قدم المشورة القانونية لغاندى خلال محاكماته الأولى بسبب معارضته للسياسة الاستعمارية البريطانية. كذلك كانت زوجته كاستوربا مهراجا رفيقة طريق ثابتة دعمت جهوده وساعدته عائلياً ونفسياً طوال سنوات نضاله الطويلة.
ثم هناك راجيندرا براساد سينغ، وهو صديق مقرب ومستشار قانوني ساعد غاندي في تنظيم حملات مقاومة ضد الحكومة البريطانية. علاوة على ذلك، فإن تأثير الأدبية الهندية القديمة ولغاتها -مثل اللغة السنسكريتية- واضح أيضاً فيما كتبه حول الحياة والتقاليد الهندية القديمة، مستمداً منها مبادئه الدينية والفلسفية الخاصة بتعاليمه اللاعنفية.
وفي إطار تلك البيئة الثقافية والحركية المتنوعة، تطورت أفكار ومعارف غاندي المتعلقة بحقوق الإنسان وحركة الدفاع المدني حتى انطلقت ثورة "العصيان المدني" الشهيرة عام ١٩٣٠ ضد الحكم البريطاني المستمر آنذاك. وهكذا، فقد جمع كل أولئك الأشخاص مواهبهم الفريدة وإبداعاتهم اللامعة بهدف مشترك يتمثل بإحداث تغييرات جوهرية لصالح المواطنين الفقراء المهمشين داخل مجتمع متعدد الطبقات ومتفرّدة ثقافاته السكانية الأعراقيه أيضًا....
