"الحب تحت المطر"، واحدة من الروائع الأدبية لنبيل محفوظ، تعتبر شاهداً حيّاً على براعة الأديب المصري في رسم خيوط الدرامية الإنسانية المعقدة ضمن إطار اجتماعي واقعي. تدور أحداث الرواية حول مجموعة متنوعة من الشخصيات الذين يواجهون تحديات الحياة المختلفة بدءاً من الحرب وانتهاءً بالفقر.
تصنف الرواية ضمن نوع الدراما والرومانسية والخيال، مما يجعلها رحلة غامضة ومثيرة للقراء. تتألف الرواية من ١٨٦ صفحة فقط ومع ذلك فقد احتلت مكانة خاصة لدى القرّاء منذ نشرها عام ١٩٧٣ ميلادي. حتى يومنا هذا، تبقى الرواية من بين الأعمال الأكثر طلباً وشعبية عالمياً.
تصوير محفوظ للشخصيات الرئيسية يساهم بشكل كبير في جذب انتباه القارئ. شخصية حسني الحجازي - الرجل الاعزب صاحب الوسط العمر والمعروف بممارساته المشبوهة المستندة لاستخدام جمال المرأة لجذب النساء نحو مصائر مجهولة. لكن رغم ذلك، يبدو انه شخص متعاطف يحمل هموم الآخرين الذين يدعمونه بالنصح والإرشادات المتنوعة.
شخصية أخرى بارزة هي مرزوق، المحارب المحتمِل للعلاقات الزوجية. مغرمٌ بحبيبتة إليسة والتي تعمل الآن بكرامة مستقلة في وزارتها بالقاهرة وهو مكبل أمام فرص العمل الخارجية المغرية. هنا تطفو فوق مساره حياة جديدة مليئة بالمغريات والأحداث المفاجأة حين تعرف علي فتنة الناصر، الممثلة الشهيرة والعشيقة لكبار رجال الدولة مثل الوزير موحمد رشدوان والفنان الكبير أبو عصمة . هذه الخيارات المكتظة بالتناقضات تؤكد مدى تأثير البيئات المجتمعية المتغيرة والحياة المرتبطة بالأحداث السياسية والأوضاع الاقتصادية خلال فترة كتابة الكتاب.
ومن جانب آخر، تأخذ علاقة سالم وأليس كذلك منعطفات درامية عندما تواجه آرائهم الشخصية خلافاتها الداخلية حول الحرية والاستقلال الذاتي مقارنة برسائل الرجولة التقليدية التي ترسمها الثقافة الجمعية وقتذاك. أيضًا، قصة إبراهيم وسنية تومضان بشفافية حالات الجنود والشابات اللائي تركهن الحروب المؤلمة خارج حدود الحدود المنزلية التقليدية ذات النمط الواحد لتفتح أعينها لعوالم مختلفة تماماً بما فيها أسوار العلاقات الجديدة داخل وخارج الخدمة العامة .
تشبع اقتباسات نويل إلى حد كبير فهم طبيعة الانفعال النفسي لدى الإنسان وكيف يمكن للحظات التأثر القصوى ان تخدع حكمتنا وعقولنا فيما يقوم القلب بخلاف الواقع دائماً. إنها رسالة تشير الى أهميه النظر العميق لفهم البشر ولجوهر الأشياء التي نحركها باتجاه النتيجة النهائية لشخصياتنا الخاصة بنا كجزء حيوي للتقدم الفردي والجماعي لتحقيق سعادتنا المنشوده وفق رؤيته الذاتية لكل فرد مختلفاً عنها عند الآخرين جميعاً مهما حافظوا على تماسك روابط الاختيار الواحدة مجتمعياً تاريخيا وفلسفياً وثقافياً..