- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تناولت هذه المحادثة نقاشًا مثيرًا للاهتمام حول قضية حساسة تتعلق بتزييف التاريخ. شاركت اثنتان من الأفراد وجهتي نظرهما بشأن مسألة محو بعض الأحداث المهمة من الكتب المدرسية والمناهج الدراسية. برزت سندس القبائلي ومروان البركاني لنقدا موقفهم الجذاب. أكدت سندس وجود دليل تاريخي يدعم فكرة التلاعب العمد بأجزاء مهمة من سيرورة الاحداث الزمنية، مشيرة إلى التأثير المحتمل للظروف الاجتماعية والسياسية على عملية تسجيل المعلومات وإخفائها. كما ذكرت ضرورة زيادة الشفافية والدقة للحصول على رؤية أكثر واقعية لماضي الإنسانية المجرد.
من جانبه، ركز مروان البركاني على الجانب الآخر من العملة؛ حيث ذكر بأن تعامل المؤرخين قد يتغير تبعًا لمختلف توجهات الرؤى الفكرية والأيديولوجيات المختلفة. وبينما يبدو أنه يوافق سيندس على وجود حالات متعمدة لإزالة حقائق حيوية، إلا إنه يؤكد كذلك بأنه ربما كانت هنالك عوامل أخرى غير مرتبطة بإرادة الخفاء هي السبب الرئيسي لهذه الغيابات مثل قلة الأدلة والنقص الواضح في المواد المصدر الأولية لأغراض البحث والاستقصاء العلميين المعتمدين على مواد مكتوبة أو مستندات مادية قابلة للفحص اللوجيستيكي والعلمي الدقيق.
إجمالاً، يكشف هذا الحوار الطبيعي بين شخصيتين عن مدى تعقيد وفروق النظر المتعلقة بفهم "التاريخ"، وهو العلم الذي يسعى لاستعادة صورته كاملاً عبر إعادة تشكيل قصاصاته النافرة من مختلف زواياه المثيلة والتضاريس المعبرة عنه والتي يمكن استخدامها كمفتاح لفكه وكشف الأسرار المخفية فيه مما ساعد في رسم خرائط مصائر الشعوب وثراء تجارب حياتية متنوعة خلفت آثارا واضحة حتى يومنا الحالي رغم مرور عقود طويلة عليها والمعجزات الاستمرارية في نقل روح الحدث نفسه عبر الأجيال التالية له واستيعاب الذاكرة الجمعية للعالم بشموليتها لكل تفاصيل العالم بغض النظر عن حجم تكرار تلك المواقع داخل المشهد الفلكي العام للجنس البشرية ككل!
وفي النهاية فإن الدعوة هنا تتمثل بضرورة مواصلة البحث الدءوب والجهد المبذول من قبل الصدّيقين الذين يبحرون بقافلات معرفتهم وسط مياه البحيرة الصافية للبحث والاستشكاف لتوفير سرد صادق وعادل قدر المستطاع للتراث الثقافي للإنسان جمعاء وذلك بهدف اغناء عمومه المعرفي وكذلك دعم الروابط الإنسانية المجتمعتية جميعاً نحو هدف واحد مشترك وهو الوصول الى الصورة الأكثر قرباً لتحولات الأحداث التاريخية مهما تكن بعيدة المدى زمانياً ولكن يقترب منها المفسر حين يستعيد كنوزها الذهبية تحت حجارتها المسكوبة بالعصر .
عبدالناصر البصري
16577 Blogg inlägg