يعد القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، وهو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. يتميز القرآن الكريم بخصائص لغوية فريدة، منها منع بعض الكلمات من الصرف رغم وجود ما يستوجب صرفها. سنستعرض في هذا المقال أمثلة على الممنوع من الصرف في القرآن الكريم، مستندين إلى القواعد النحوية والآيات القرآنية.

أولاً، نجد أن بعض الكلمات التي تنتهي بألف التأنيث المقصورة تُمنع من الصرف، مثل "دَعْوَى" في قوله تعالى: "وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ بِالْعَدْلِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة: 8). وكذلك "آثامًا" في قوله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" (النساء: 110).

ثانيًا، نجد أن صيغة منتهى الجموع تُمنع من الصرف، مثل "تقارير" في قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" (الإسراء: 34). وكذلك "صناديق الاقتراع" في قوله تعالى: "وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَوْ أَنَّكُمْ أَنْفَقْتُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتُمْ بِهِ قُلُوبَهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الأنفال: 35).

ثالثًا، نجد أن بعض الكلمات التي تنتهي بألف الوصل تُمنع من الصرف، مثل "شكوى" في قوله تعالى: "وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (التغابن: 11). وكذلك "نجاح" في قوله تعالى: "وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ ش