البحث الأدبي هو مجال يهتم بتحليل النصوص الأدبية وتفسيرها، بهدف فهم الأعمال الأدبية بشكل أعمق واكتشاف العلاقات بين مختلف جوانب العمل الأدبي. يعد هذا النوع من البحث أساسياً لفهم الثقافة الإنسانية وتطورها، حيث يساعد الباحثين على اكتشاف الاتجاهات المشتركة والمعاني الخفية داخل النصوص.
يهدف البحث الأدبي إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية: أولاً، فهو يساهم في تحديد وتوضيح المفاهيم والموضوعات الرئيسية الموجودة داخل الأعمال الأدبية. ثانياً، يعمل على تحليل اللغة والأسلوب المستخدم في تلك الأعمال لتحديد خصائصها الفنية والفروق الفردية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد البحث الأدبي في رصد التفاعلات بين الأدب والثقافة الاجتماعية والثقافة التاريخية، مما يعطي صورة أكثر شمولية للعلاقة بين الفنان وعصره.
يتبع الباحثون الأدبيون طرق ومناهج متنوعة لتحقيق أهدافهم. يمكن تقسيم هذه المناهج إلى ثلاث فئات رئيسية:
- المنهج الاجتماعي: يستعرض التأثيرات الاجتماعية والدينية والاقتصادية على الكتاب والعمل الأدبي. لقد تم تطويره لأول مرة بواسطة مؤرخي الأدب القدماء مثل أفلاطون وأرسطو. رغم انتقادات بعض النقاد الذين ينظرون إلى التركيز الزائد على الجانب الاجتماعي باعتباره غير شامل بما فيه الكفاية، إلا أنه يبقى محورا هاما للدراسات الأدبية لأنه يلقي الضوء على سياقات الحياة اليومية التي تؤثر في إنتاج الأعمال الأدبية.
- المنهج الفني: يهتم بهذا النهج بفهم تطور الفنون عبر العصور، وهو يشرح كيفية تأثير الروائيين السابقين على المؤلفين اللاحقين وكيف تستمر الأفكار والأشكال في التغير عبر الزمن. ولكن تطبيق هذا النهج على الشعر العربي التقليدي يمكن أن يكون تحديًا بسبب التركيز الكبير على الوحدات الصوتية والوزن الشعري.
- المنهج التاريخي: يقوم هذا المنهج بربط الدراسات الأدبية بالأحداث السياسية والتاريخية المرتبطة بها مباشرة. بمعنى آخر، يحلل كيف يؤثر الوضع السياسي والعوامل الخارجية الأخرى على الأعمال المكتوبة خلال فترة زمنية معينة. على الرغم من تفرده بأن يكون الأكثر ارتباطا بالحركة التاريخية للأدب مقارنة بالمناهج الأخرى، إلّا انه غالباً ما يغفل النظر الى عوامل نفسية واتجاه فردي والتي تعتبر أيضاً ذات أهميه كبيرة عند تأويل محتوي الاعمال الادبيه.
- المنهج المتكامل: يجمع هذا المنهج بين كافة عناصر المدارس الثلاثة الأولى لإعطاء رؤية شاملة شاملة للتواصل بين الشخصيات المحلية والخارجية المؤثرة في خلق عمل أدبي معين. وهذا يعني ضرورة مراعاة العديد من العناصر المختلفة الواجب الأخذ بها أثناء عملية التحليل بما في ذلك الحالة النفسية للشاعر,والتأثير البيئية عليه ، وكذلك دوره ضمن السياقات الأكبر للحالة الإنسانية العامة .
تجدر الإشارة هنا إلي نقطة أساسية وهي حاجتنا الملحة لاستمرار العملية العلمية المستمرة لبلورة نظريات جديدة تساند وتعزز مسيرة اكتشاف المزيد حول عالم الاداب بمختلف اتجاهاتها وانواعها المختلفه .