تعد عملية الملاحظة واحدة من أكثر الأدوات شيوعاً وفعالية في البحث العلمي، والتي تعتمد بشكل أساسي على مراقبة الظواهر والسلوكيات بدقة لتجميع البيانات وتحليل نتائجها. هناك عدة أنواع لهذه الطريقة تتفاوت حسب طبيعة الدراسة وأهداف الباحثين؛ فهي ليست فقط طريقة جمع بيانات بل هي أساس العديد من الفرضيات والاستنتاجات التي يتم الوصول إليها عبر مختلف المجالات العلمية. دعونا نستعرض بعض هذه الأنواع الشائعة للملاحظة وميزات كل منها.
- الملاحظة المباشرة: تُعتبر هذه النوع الأكثر تقليدية والمباشر بين جميع أنواع الملاحظة. هنا يقوم المُلاحظ برصد الحدث أو السلوك مباشرةً أثناء حدوثه. يمكن إجراء هذا النوع داخل مختبرات محكمة الإشراف أو خارجه ضمن البيئة الطبيعية للظاهرة قيد الدراسة. يوفر الحضور الفعلي للمُراقب مزايا مثل القدرة على التعامل مع المتغيرات غير المتوقعة وتوفير تفاصيل دقيقة حول سياق الأحداث. لكن قد يعاني البعض من الصعوبات المرتبطة بتلقي الكثير من المعلومات بسرعة كبيرة وقد يؤدي إلى تحيز الشخصي نتيجة للتفاعلات البشرية الحتمية.
- الملاحظة الغير مشاركة: في هذا النمط، يعمل المرصد كمراقب سلبي ولا يتدخل مطلقًا في نشاط الموضوع تحت الرصد. الهدف الرئيسي هو الحصول على صورة كاملة واقعيّة للسلوك دون التأثير عليه بالطريقة المعتادة للمشارك المباشر. غالبًا ما يستخدم علماء الاجتماع والإنسانيات هذه التقنية لجمع معلومات ذات صلة ثقافيًا واجتماعيًا بدون تشويه الصورة بسبب وجود العنصر الإنساني. ومع ذلك، فإن فقدان التحكم والتأكد من عدم تأثير الخلفية الثقافية والعلم النفسية للمشاهدين قد يشكل تحديًا كبيرًا عند استخدام هذه الطريقة.
- الملاحظة المشاركة: وفي المقابل، يتضمن هذا النهج تواجد مُلاحظ مباشرا ومتفاعلاً تماما مع الأشخاص الذين يُراقبونهم وذلك بهدف فهم تجاربهم وعاداتهم بطريقة عميقة وجزئية قدر الإمكان. إذن فهو ينطوي على درجة عالية من الانغماس العميق ويعطي فكرة ثاقبة حول القيم والأعراف المشتركة لدى المجتمع المدروس - وهو مفيد للغاية للأبحاث المتعلقة بالتقاليد والمعتقدات الاجتماعية والفلسفية وغيرها مما يحتاج فهماً للحالة الروحية والنفسية للشخص. ولكن الأمر ذاته له سلبياته أيضا، فالنتائج ربما تكون منحازة لأن مقدم الدارسة أصبح جزءًا فعليا ومنتحلا لدور جديد وسط مجموعة جديدة مختلفة عنه كليا وبالتالي لن تتم رؤيته بنفس العين objective كما لو أنه مجرد راصد عادي ومازال خارج حدود تلك الجماعة .
- الملاحظة الروتينية: تدور هذه الوصفاة حوله وصف الموقف ونظام العمل اليومي لأفراد الدراسات الخاصة بهم وسلوكاتهم العامة في حياتهم اليومية الاعتيادية أمام عامة الناس وكذلك داخليا فيما يتعلق بتنظيم الوقت والجهد الخاص بكيفية القيام بالمهام المنزلية والأعمال التجارية المختلفة . وكثيراً ماتستخدم هذه الاسلوب متابعة المرضى لفترة طويلة خلال رحلهم العلاجية لرؤية مدى استجابتهم للعلاج والخطةالعلاجية المقدمة لهم وهكذا دواليك..ويتحتم عليها توثيق تلك التفصيلات واستخراج ثم تصنيف الحقائق لاحقا لإجراء مقارنة مثمرةبين مراحل متفاوتة زمنياً وبذلك يعرف مستقبل تقدم الحالة الصحية بناء علي نظره شامله شامله لكل جوانبه قبل وبعد فترة الانتساب الي نظام علاج خاص بها سواء تم اجراء تغييرات طفيفة ام جذريه منذ بداية تنفيذ خطته التشخيصيه .
- الملاحظات المفاجأة: قد تحتاج دراسات خاصة الى طرق مبتكرّة غيرِ اعتياديه ، لذا تلجأ إلي إعداد موقف "غير معروف"سبق إنذاره حتى لاتؤثرpresence المعروف عليها فارضا حالة نفسيه جديده عليهم إذ لديهم حرية التصرف ولم يتوقع شيئ مما سيحدث الآن ويتمثل مثال لذلك كما يحدث فى أفلام التجسس عندما يخفى أحد العملاء نفسه ويظهر بصورة الشخص العادي ليراقبشكلٍ سرّي دوائر الأشخاص المستهدفين ميدانيا ورسم بيانية خرائطه واضحه لمواقع عمل واشخاص مهميين لحكومات الدول الأخرى وتمثل نتائجه كارثة حين اكتشاف أمره لاحقا ولذا فان الاستخدام المثالي لها يحقق اقبال اكثرعلى تعاون المواطنين الراغبين بالإجابة بسؤال صادق انطلاقآ منهم بأن ليس هنالك حاجة للإخفاء لانطباع لديهم بأنه لم يعد مخالف القانون وإن كان كذلك ولكنه ضمان ممتاز لعدم لعب دور مشابه السابق وان يظهروا شفافيه بلا أقنعتهم المسرحيه المؤقتة....هذه أمثاله كثيرة جدا...وتذكر دائما ..
يتضح لنا أن اختيار نوع الملاحظة المناسب يعتمد بشدة على هدف الدراسة، بالإضافة إلى القضايا الأخلاقية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار لتحقيق صدقية وصحة النتائج النهائية والحفاظ أيضًا على سمعة كيان المؤسسه التعليميه المنظمة للدراسه نفسها امام الجميع ....