ولد الفيلسوف اليوناني البارز أفلاطون في العام 427 أو 428 قبل الميلاد، تحديدًا في مدينة أثينا الجميلة، لتكون مهدًا لتطور عقله الثاقب وفلسفته المستقبلية. عاش حياة مليئة بالتجارب والمعارف حتى توفي في مسقط رأسه أيضًا، وكان ذلك حوالي العام 347 أو 348 قبل الميلاد.
كان أفلاطون أحد أعظم طلاب وأتباع الفيلسوف سقراط، فقد تتلمذ عليه منذ بداية حياته الفكرية وحتى نهاية حكم سقراط العادل عندما واجه محاكمة سياسية أدت لوفاته على الرغم من برأته القانونية. لكن تأثير سقراط ظل محفورا داخل ذهن أفلاطون الشاب ليصبح فيما بعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في التاريخ الفلسفي العالمي.
بعد رحيل مرشده الروحي وسقوط النظام السياسي أثيني آنذاك، انطلق أفلاطون بجولة سفر شملت عدة دول بما فيها مصر وإيطاليا بحثا عن العقلانية والثقافة التي يمكن أن تشكل أساسا لمنظومة فلسفية جديدة. وفي مرحلة لاحقة دعته موهبة تدريس الشباب للحكم تحت رعاية دايونيسوس الصغير ولكنه ترك المهمة بسبب الظروف السياسية المضطربة وانتهى الأمر بقتل راعيه.
نجاح أكبر تجسد بإقامة أول جامعة خاصة قائمة على البحث العلمي والأبحاث الفكرية وتحقيق النبوغ العقلي عن طريق إنشاء "الأكادميا" الخاصة بفلاسفة ومعلمين آخرين مما جعله رائدا للإصلاح الثقافي البدائي حينئذٍ بالإضافة لإطلاق مشروع مشابه يسمى "ليسيم" والذي أصبح مركز جذب للعقول المتفتحة والمبتكرة عالميًا.
ومن أشهر النظريات الآخذة بالإستفاضة ضمن مجال اهتماماته هي تلك المرتبطة بالنظرية المعرفية، النظرية الاخلاقية، نظرية الجمال وغيرها الكثير مثل الفيزياء والتي استخلص منها رؤيته للسماء وما فوق الأرض. لقد سعى لبحث الحقائق عبر المنطق والاستنتاج منطلقا من اعتقاد قوي بأن الوعي البشري قادرة لتحقيق اكتشافات واقعية تؤثر بصورة ايجابية نحو مستويات التفكير والقضايا الأخلاقية ذات الطابع الاجتماعي المحوري.
كما قدم إسهامات بارزة بمجال التربية والتوجهات القائمة عليها بنسخ مختلفة كتلك التي ترتكز حول تصورات مجتمع مثالي يقوم فيه المواطن بحماية حقوق الآخر ولاسيما دور العدلية الاجتماعية العامة وبالتالي تساهم رفاهية المجتمع بالسعادة المقترحة لكل فرد داخله. ونحن اليوم نحسب له مجهوداته الرائدة بالحقل الرقابي مقابل الاكتشاف الرياضياتي المبكر ولخصوص بدائل علوم هندسية مصاغة حسب مواصفات قضائية كريمة بالمراحل الأولى لحقب الزمن السابق للغزو الروماني للغرب.