تأثير الديون على الوطنية: منظور متعدد الجوانب

تناولت المحادثة آثار الديون العامة على هُويتها الوطنية للدول. ساهمت كلٌّ من سارة الحمودي ونور الهدى الزاكي برأيها الخاص بكيفية ارتباط الدَّيْن بالحاضر

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تناولت المحادثة آثار الديون العامة على هُويتها الوطنية للدول. ساهمت كلٌّ من سارة الحمودي ونور الهدى الزاكي برأيها الخاص بكيفية ارتباط الدَّيْن بالحاضر السياسي والاقتصادي لهذه المجتمعات. بدأت سارة الحمودي بإبراز الآثار المحتملة للديون العالية؛ حيث ترى أنها قد تقوض قدرة الدولة على الإنفاق الرأسمالي اللازم لقطاعات مثل الصحة والتعليم والبنيات الأساسية. هذا الخنق للميزانية يُمكن أن يُحدث مشاعر بالنقص وعدم القدرة مقارنة بالقوى العالمية الأكبر، الأمر الذي له انعكاساته الخاصة على الهيكل الاجتماعي والسياسي العام. كما ذكرت أيضًا كيف يتطلب دفع الديون غالبًا اتخاذ قرارات خارجية صعبة والتي تستطيع تعديل مسار العلاقات الدولية وهوية البلاد ذاتها. بذلك، توصّلَت إلى ضرورة الإدارة المسئولة والمُتقنة لأزمة الديون للحافظـة والاستمرارية بقوّة الذات الوطينة. بالانتقال لنظرية مُقابلتِها الشريك "نور الهدى الزاكي"، فقد وصفت وجهة نظر أكثر تفاؤلاً تجاه الطابع الريادي لدور الديون. حسب تقديرها، استخدام الموارد المقترضة للتزويد بتطوير البنى الرئيسية والإصلاح الاقتصادي له طابع إيجابي إن تم التعامل معه بحكمة ومنتهى الذكاء فيما يتعلق بالموازنة بين مصالح الداخل والخارج. لكن، لم تنسِ أيضا التنبيه بأن الأمر يصبح خطرًا إذا تفوق الفوائد المتراكمة حجم الديون الأصل وهو أمر يستدعي تدخل سياساتي حكوماتي دقيق وموجّه نحو التحكم الأمثل للأوضاع المالية للدولة والنظام الدولي عموما. ومن خلال هذه المناظرة القصيرة والجذابة، أصبح واضحا وجود جانب ثنائي المعني وفلسفة مختلفة لدى الأفراد عندما يتعلق الأمر باستيعاب العلاقة بين الديون وأهداف الوطن. هناك مقولات تعزز النظرية الأولى التي تتناول الجانب السلبي المؤكد للدروبية الواجب مراقبتها بعناية بينما يقابلها آخرون بنظريات أقل تجازماً تشددعلى التوظيف المثمر لها بغرض تطوير البلد وعززتها اقتصاديا. بالتالي، تبدو كون القضية هامة ومتداخلة ومتعددة الاتجاهات تحتاج لتحليل مستفيض واتخاذ قرار بناء عليه بناء علي السياقات التاريخية والاجتماعية لكل دولة منفردة عنها الأخريات.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات