بني سور الصين العظيم بهدف حماية الصين من الغزوات والتهديدات الخارجية، خاصةً من قبائل الشمال البدوية مثل المغول. يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع قبل الميلاد عندما شرعت ولاية تشو ببناء أول خط دفاعي شمالي لعاصمتها. خلال القرون التالية، عملت كل دولة من الدول السبعة المتنافسة آنذاك على تعزيز تحصينات حدودها الخاصة مما أدى لتشكيل شبكة واسعة ومترابطة اجتمعت فيما بعد تحت اسم "سور الصين".
كان للغزو المستمر لشعبَي دنغو ولوفان دوراً كبيراً أيضاً في تسريع عمليات البناء؛ فعلى سبيل المثال، قامت مملكة تشين بحفر أسوار لحماية نفسها والتي امتدت لاحقاً غرباً حتى الحدود المنغولية تقريباً. هدف البناة الأساسي كان منع عبور القوات الأجنبية لأراضي الدولة وبالتالي ضمان الأمن الداخلي والاستقرار السياسي والاجتماعي لكافة المناطق الواقعة خلف الجدران الضخمة. بالإضافة لذلك، عزّز السور التجارة المحلية والدولية عن طريق خلق مسارات تجارية أكثر أمناً وأسهل التنقل بين المدن المختلفة بما فيها الطريق الشهير والمعروف بطريق الحرير.
وعندما نتحدث عن تفاصيله الفنية والمادية، فإن طول سور الصين يقدر بـ21,196 كيلومتراً، وقد ارتفع فوق الأرض بمقدار يتراوح ما بين خمسة وثمانية أمتار بينما بلغ عرضه ستة أمتار عند القاعدة وخمسة متر بالقمة. واستخدم المصممون مواد متينة كالآجر والحجارة لبناء قاعدة السور لتحقيق قدر كبير من المرونة والصمود أمام عوامل الطبيعة والتكاليف البشرية المرتبطة بالحروب وهجمات الخصوم والقوى المناهضة للحكم المركزي داخل المملكة الواسعة ذات البيئة الصحراوية القاسية نسبياً.
إن التاريخ الطويل لسور الصين الرائد ليس مجرد شاهد على القدرات الهندسية للإمبراطورية الصينية القديمة فقط ولكنه أيضا رمز قوي لقوة الإرادة الإنسانية للتغلب على مختلف العقبات الدفاعية والسياسية والجغرافية لمحاولة تحقيق الوحدة الوطنية والفخر الثقافي للأجيال الجديدة.