لماذا سميت الحملات الصليبية بهذا الاسم: نظرة تاريخية حول مجريات وتسمية الحملات الأوروبية ضد العالم الإسلامي

اشتهرت "الحملات الصليبية" تحديداً بسبب رمز الشعار المستخدم خلال تلك الحقبة التاريخية المضطربة - وهو الصليب الذي أصبح شعارا مألوفًا للجيوش الأوروبية أث

اشتهرت "الحملات الصليبية" تحديداً بسبب رمز الشعار المستخدم خلال تلك الحقبة التاريخية المضطربة - وهو الصليب الذي أصبح شعارا مألوفًا للجيوش الأوروبية أثناء نزاعاتها الطويلة والمعروفة باسم "الحروب الصليبية". بدأت هذه الحروب الدموية حوالي العام 1095 واستمرت حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، حيث سعى الغرب المسيحي لتحقيق عدة أغراض قد تبدو مختلفة لكن جذورها واحدة أساسياً وهي سيادة البلاد والأرض المقدسة.

يعود توضيح سبب تسميتها بالحملات الصليبية بشكل مباشر للاستخدام الواسع لعلم يحمل صورة الصليب لدى المحاربين الفرنجيين وغيرهم ممن شاركوا في تلك النزاعات. لقد كان هذا الرمز ليس فقط تمثيلاً دينياً، بل أيضا وسيلة لتجميع صفوف الجنود وتعزيز الروح المعنوية لديهم من خلال التأكيد على الجانب الإلهي للحرب والعقيدة المسيحية. ونظرًا لأعداد المنشقين والخونة بين جنوده، لجأ هربرت والتر دي كريسي، أحد أمراء الحملة الثانية نحو فلسطين، لاستخدام تعليق صورة الصليب كتعبئة روحية للجيش. وبالتالي، التصقت عبارة "الصليبية" بهذه الفترة المثيرة للجدل من التاريخ العالمي.

كان ستيفان الرابع ملك فرنسا أول حاكم أوروبي يعطي موافقته الرسمية والثورية حين أمر بتطبيق النظام الصليبي سنة ١٠٩٦ ميلادية قبيل مغادرتهم فرنسا مباشرة؛ مما جعل الأمر شائع أكثر فأكثر عبر شبكة العلاقات السياسية والدينية آنذاك. وفي الواقع فإن استخدام علم الصليب كمصدر للإلهام والحماية المفترضة لم يكن وليد اللحظة بل سبقه تحول عقائدي مجتمعي جذري داخل المجتمع الأوروبي نفسه.

وقد ارتكزت حملاتها طوال فترة وجودها على ثلاث فرضيات رئيسية: الدفاع عن الهويات الدينية التقليدية، الاسترداد المكاني للأراضي المصنف فيها اليهود والمسيحيون باعتبارها أماكن مقدسة نسبيا، وأخيراً مكافحة النفوذ السلجوقي التركي المتزايد بسرعة والذي شكل خطورة فعلية وقتئذٍ على مستقبل الامبراطورية الشرقية البيزنطية الخاضعة لحلف قديم مع بابا الفاتيكان وعائلاته المالكة. وهكذا تنوعت طبيعة الحرب نفسها بين نزعات مذهبية وحروب أهلية واضطرابات اجتماعية خلافية كثيرة.

ومع مرور الزمن وجدت الأمور طريقها لنهايات متفاوتة لكل حملة حسب ظروفها الخاصة ومواقع تأثير قوتها المتحكمة بالساحة الدولية آنذاك. فالبعض منها انهارت بعد مقاومة قصيرة بينما تكابد البعض الآخر لفترة طويلة قبل الانكسار المؤجل أمام جيوش المسلمين الأقوى تدريجياً. ويعد سقوط مدينة عكا البحرية عام ١٢٩١ ميلادية نقطة بارزة تشير لانحسار قوة الجيش المشترك المبني على الشكل الرسمي للعقلانية الكنسية والتوجه الموحد للغزو الأوروبي خارج الحدود الوطنية المعتادة للدولة الأوروبية الحديثة المستقلة ذات الحكم المركز غير المركزية سابقاً


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer