تعد نظرية التحقق الذاتي إحدى النظريات الهامة في علم النفس الاجتماعي والتي يعتمدها كلارك إتش هالي وألفريد ادلر كلاين عام 1954. تشير هذه النظرية إلى عملية نفسية يقوم بها الفرد لتأكيد قيمه الذاتية أو إعادة بنائها بناءً على التجارب اليومية والتفاعلات الاجتماعية مع الآخرين.

في جوهر الأمر، تقوم نظرية التحقق الذاتي بتوضيح كيف يؤثر تصور الشخص لنفسه وكيف يشعر تجاه نفسه بشكل كبير على سلوكه وردود فعله تجاه الأحداث المختلفة. هذا التصوّر للذات - المعروف أيضاً بالصورة الذهنية للنفس - يمكن تأكيده أو تحديه بناءً على رد فعل المجتمع حوله. عندما تحقق أحداث الحياة توقعات الفرد حول نفسه، فإن ذلك يعزز الصورة الإيجابية التي لديه عن ذاته؛ ولكن إذا لم تكن الأمور كما يتوقع، قد تواجه الأفراد حالة من الشك بالنفس أو تقليل تقدير الذات.

يتميز نموذج التحقق الذاتي بعدة مراحل أساسية تبدأ بفكرة مسبقة لدى الشخص حول كيفية اعتباره لذاته. ثم يأتي دور البيئة الاجتماعية حيث يتم اختبار تلك القيم الذاتية عبر التعاملات اليومية. أخيرا، يحدث التأكيد النهائي للأفكار المتعلقة بذواتنا بناءً على نتائج هذه المقارنات المتكررة.

هذه العملية ليست ثابتة بل متغيرة ومتقدمة باستمرار طوال حياة الإنسان. فالخبرات الجديدة والمواقف المتغيرة قد تعطي رؤية مختلفة للفرد حول صورته الشخصية وطريقة تعامله مع نفسه ومع العالم الخارجي. لذلك، تعد نظرية التحقق الذاتي أداة مهمة لفهم سلوك البشر واستراتيجيات تحقيق الصحة العقلية والسعادة الشخصية.