بدأت رحلة الدولة العثمانية كدولة تركمانية صغيرة في الأناضول خلال القرن الثالث عشر الميلادي، أسسها عثمان بن أرطغرل عام 1299 م. توسعت هذه الدولة بسرعة تحت حكم سلاطين مثل بايزيد الأول ومراد الثاني حتى أصبحوا قوة إمبراطورية بالغة الشأن بحلول نهاية القرن الخامس عشر. وقد وصلت ذروتها السياسية والعسكرية خلال فترة الحكم الطويلة للسلاطين محمد الفاتح وسليمان القانوني.
خلال هذا الوقت، حققت الإمبراطورية العثمانية مجموعة مذهلة من الانتصارات العسكرية والاستعمار، وأصبحت مركزاً هاماً للتبادل الثقافي والتجاري بين الشرق والغرب. ولكن رغم هذه النجاحات المبهرة، بدأت الإمبراطورية تخضع لضغط متزايد بسبب التهديدات الخارجية والقضايا الداخلية، والتي أدت إلى انحسار قوتها بشكل ملحوظ بعد منتصف القرن السابع عشر.
مع مرور الزمن، شهدت الدولة العثمانية تحولا سياسياً واجتماعياً عميقاً، بما في ذلك الدور المتزايد للطبقة البرجوازية والإصلاحات الحديثة التي قادها السلطان عبد المجيد الأول وعبد الحميد الثاني. ومع ذلك، لم تتمكن التغييرات من منع الانهيار النهائي للإمبراطورية أمام القوى الأوروبية الصاعدة، مما أدى إلى تقسيم الأراضي وتأسيس دول جديدة بعد الحرب العالمية الأولى.
على الرغم من انهيارها الرسمي، إلا أن تراث الدولة العثمانية لا يزال يؤثر بشكل كبير في تشكيل الهويات الوطنية والدينية والثقافية لدى العديد من المجتمعات المعاصرة حول العالم.