معادن التيتانيوم تتميز بلون رمادي فضي طبيعي عندما تكون في حالة خامتها الأصلية. ولكن عند التعامل مع هذه المادة الثمينة, يمكن استخدام عمليات خاصة لتغيير لونها. واحدة من أكثر التقنيات شيوعًا هي عملية تسمى "الأكسدة". هنا, يوضع التيتانيوم في محلول حمضي مثل حمض الفوسفوريك. يتم بعد ذلك تمرير كهرباء عبر المحلول باستخدام قطبين كهربائيين متصلين بالتيار الكهربائي. يؤدي ذلك إلى تخليق طبقة رقيقة من أكسيد على سطح التيتانيوم والتي تعطي المعدن ألوان مختلفة بناءً على جرعة الطاقة المستخدمة وأوقات العلاج.
هذه الطبقة ليست مجرد تغيير جمالي - فهي أيضا توفر حماية إضافية ضد الانحلال والأثر السلبي للبيئة الخارجية. رغم أنها قد تبدو وكأنها فقدان الجانب الجمالي الفريد للمعدن الخام, فإن العمليات المعقدة لهذه العملية تضيف عمراً أطول وتمنع التدهور المرتبط بالعوامل البيئية.
بالإضافة إلى ألوانه الجميلة والممتدة العمر, يحتوي التيتانيوم أيضًا على العديد من الخصائص الأخرى التي جعلته شائعًا للغاية في مختلف الصناعات. نظرًا لكثافته المنخفضة نسبياً ونقاءه وطاقته المضاعفة مقارنة بالألومنيوم, يستخدم بكثرة في الصناعات الثقيلة مثل مجال الطيران بسبب خفته ولكنه قابلية تحمل شديدة. علاوة على ذلك, يُعتبر التيتانيوم واحد من أغنى العناصر الموجودة في القشرة الأرضية وهو موجود حتى في دم البشر! لكن رغم وفورته, لا يمكن العثور عليه بشكل حر في الطبيعة لأنه عادة ما يرتبط مع عناصر أخرى.
وفي المجالات الطبية, يتم تقديره بشدة بسبب عدم سميته وعدم ردود فعله الكيميائية الشديدة تجاه الجسم. يرجع هذا جزئياً إلى قدرة التيتانيوم على خلق حاجز واقٍ خارجي (طبقة الأكسيد) يحمي نفسه ضد المزيد من التفاعل. لذا, سواء كنت مهتمًا بألوانه الرائعة أو فوائده الوظيفية العديدة, يبقى معدن التيتانيوم رمزًا لعجائب العلم والكيمياء.