تنبثق "الأفلاطونية"، كمصطلح فلسفي، مباشرة من أعمال وأفكار الفيلسوف القديم الكبير أفلاطون. تُستخدم هذه الدراسة عادة للإشارة إلى مجموعة واسعة من النظريات والمعتقدات المرتبطة بتعاليمه. ومن أكثر المبادئ شهرة في هذا النظام الفلسفي هو اعتقاد أفلاطون بأن هناك نوعان أساسيان من الوجود: العالم المرئي، الذي يمكن الشعور به ومراقبته؛ والعالم الغيبي، وهو عالم المثاليات.
وفقًا لأفلاطون نفسه، فإن العالم المدرك ليس سوى انعكاس باهت لعالم المثاليات. وهذا يعني أنه بينما قد نحاول إدراك الحقيقة عبر حواسنا اليومية، إلا أنها موجودة بالفعل بطريقة أبعد وأكثر جوهرية في عالم المثاليات. هنا، يجد الإنسان القواعد المتأصلة للأخلاق والقانون والنظام - الأفكار الجامدة التي تحرك واقعنا البصري ولكن ليست جزءا متكاملا منه.
ويركز أحد أهم جوانب فلسفة أفلاطون، المعروف باسم "نظرية المثل"، على دور تلك الأفكار في الشرح والفهم. بالنسبة لأفلاطون، تشكل هذه الأفكار - سواء كانت جمالاً أو عدلاً أو أي نوع آخر من الخير - العمود الفقري لكل تجارب الحياة الإنسانية ومعرفتها. إنها توفر لنا المنطق والاستقرار في عالم غالبًا ما يبدو عشوائيًا ومتغيرًا باستمرار.
وقد طور أفلاطون أيضًا نهجه الخاص لتفسير الطبيعة الفيزيائية للعالم، والذي يعرف غالبًا باسم "الهيلومورفية". وفقًا لهذه النظرية، تتكون المواد المادية من خليط بين العنصر التجريدي ("morphe") والشكل البدائي ("hyle"). وهذه الشكلات الأولية هي عناصر مجردة تخلق أشكال وأنسجة مختلفة عند الجمع مع بعضها البعض.
وتعتبر أكاديمية أثينا، مؤسستها الأولى، مكانًا مهمًا للغاية لتعليم وتعزيز مفاهيم أفلاطون. برز اسم الأكاديمية بسبب الموقع الجغرافي لبساتينها خارج المدينة نفسها حيث كان يحاضر أغلب الوقت. ويمكن تقسيم التاريخ الطويل نسبياً لهذه المؤسسة التعليمية المهمة إلى ثلاث فترات واضحة: الأكاديمية القديمة والوسطى والحديثة.
ومن منظور نقدي، فإن تأثير أفكار أفلاطون على مسار الفلسفة الحديثة عميقة جداً ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. لقد قدم نقاشاته حول الوجود والحقيقة والقيمة ركيزة أساسية لدراسة الفكر الإنساني منذ القرن الرابع قبل الميلاد وما زال يحظى بالتقدير لملاحظاته الثاقبة بشأن طبيعة معرفتنا وعالمنا.