الفعل المضارع هو أحد الأشكال الرئيسية للفعل في اللغة العربية، ويمثل حدثاً مستمراً أو حالياً. يتكون الفعل المضارع عادةً من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي الجذر الثلاثي، الزمن، والمفاعيل. فهم بنية وتكوين الفعل المضارع أمر بالغ الأهمية لتحقيق مهارات لغوية قوية والتعبير الدقيق عن الأفكار والمعاني.
الجذر الثلاثي هو اللبنة الأساسية للفعل المضارع، ويتألف من ثلاث حروف تُستخدم لتأسيس معنى الفعل الأساسي. يمكن تغيير هذا الجذر الثلاثي بإضافة زوائد لونية أو تشكيل فعل مختلف تمامًا ولكن ذو جذور مشتركة. على سبيل المثال، "كتب" هي الجذر الثلاثي لفعل كتابة، ويمكن تعديله ليصبح "يكتب"، مما يعبر عن الفعل المضارع المستمر للكتابة.
تعد الزيادة اللونية جزء آخر مهم لبناء الفعل المضارع. هذه الزيادة تأتي غالبًا بعد الجذر مباشرة وتحدد شكل الفعل وفقًا للعامل النحوي مثل الشخص (الأول، الثاني، الثالث) والجنس (ذكر، مؤنث). فعلى سبيل المثال، نجد أنه عند الجمع بين الجذر "كتب" والزيادة اللونية المناسبة لكل شخص وجنس، نحصل على أشكال متعددة مثل يكتبون (جمع مذكر)، تكتبين (مؤنثة المفرد)، وأكتب (أنا المذكر المفرد).
أما بالنسبة للمفاعيل فهي تحدد حالة الفاعل سواء كان مفردا أم مثنى أم جمعا وغير ذلك من الحالات الأخرى المتعددة التي قد تتطلبها جملة معينة. وفي بعض الظروف، يستغني عنها الباحثون ويعتمدوها بشكل ضمني حسب السياق العام للجملة. لكن معرفتها تعزز القوة النحوية والبلاغية لدى المستخدمين البيانية العرب.
بالإضافة لما سبق ذكره، فإن الاختلافات الصوتية داخل كل قالب من قوالب التصريف الخاص بكل فعل مضارع تعتبر أيضا نقطة هامة جديرة بالملاحظة والاستيعاب. فمثلاً، هناك اختلاف صوتيًا واضح وكبير بين الافعال التالية عندما يتم تقديمها بصيغة الضمير : أنا اقرأ ، أنت تقرأ, هو/هي/هما/هنّ يقرؤون .
في النهاية ، يعد التعرف على كيفية تركيب الفعل المضارع خطوات أولى ضرورية نحو تحسين القدرة العامة للتواصل والفهم للقارئ العربي الناشئ والذي يسعى لإتقان فن الخطابة والتعبير الكتابي بالعربية الفصحى الحديثة .
