بدأ تاريخ الطيران منذ القرون الوسطى عندما شرع عباس بن فرناس في تجربة جريئة عام 852 ميلادي، مستخدمًا تصميمًا مبتكرًا من الخشب والحرير. ورغم عدم نجاحه في الهبوط بسلاسة، فقد وضع الأساس للتجارب اللاحقة. ومع ذلك، فإن أول رحلة طيران ناجحة يمكننا تتبعها بدقة يعود الفضل فيها للأخوين ويليام "ويلبر" وآرثر "أورفيل رايت".
في يوم الاثنين الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1903، حققا هذه اللحظة التاريخية عند منحدر كيلديفيل بولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية. كانت تلك مغامرة صغيرة ولكنها هائلة التأثير. قاموا بتشغيل مؤخرة طائرتهم اليدوية الصغيرة التي تشبه ورق الطيران باستخدام آلية مشوهة، مما دفع الجهاز لأعلى الجبل لمدة اثنتي عشرة ثانية تقريبًا قبل أن ينزل مرة أخرى سالمًا على مسافة بلغت حوالي 37 متراً فقط! لكن أهميتها تكمن فيما جاء بعدها؛ لقد أثبتوا إمكانية التحكم الفعال بطائرة ثقيلة ذات قوة الدفع الخاصة بها خلال الرحلات القصيرة المنخفضة السرعة.
هذه الإنجازات الرائدة مهدت الطريق لتقدم كبير وتنوع ملحوظ في عالم الطائرات الحديثة. فاليوم لدينا مجموعة متنوعة من التصميمات، بما فيها الطائرات النفاثة عالية المستوى والتي تستطيع الوصول لعلوهات تفوق ١٠,٠٠٠ متر، وكذلك الطائرات الكهربائية المعتمدة جزئياً على الطاقة البديلة للحفاظ البيئي، فضلاً عن بعض الأنواع الاستثنائية مثل الطائرات الصاروخية القادرة على قطع المسافات البعيدة بمعدلات سرعة مذهلة. كل هذا يستند إلى بذرة واحدة زرعت عبر ملايين الأميال والساعات المتراكمة من البحث والممارسة والاستعداد لتحقيق أحلام الإنسان القديم بالإقلاع والشعور بحرية السفر بين السحب.