التحرش النفسي: تعريف ودلالات هذا النوع الخطير من سوء المعاملة

التحرش النفسي، المعروف أيضا بالتسلط العاطفي أو التحرش الروحي، هو شكل من أشكال التنمر حيث يقوم الفرد باستخدام المشاعر والعواطف كوسيلة للتحكم والاستفادة

التحرش النفسي، المعروف أيضا بالتسلط العاطفي أو التحرش الروحي، هو شكل من أشكال التنمر حيث يقوم الفرد باستخدام المشاعر والعواطف كوسيلة للتحكم والاستفادة من الآخرين. هذه العملية غالباً ما تتضمن انتقاد حاد، أو إحراج متعمد، أو خلق شعور مستمر بالإهانة أو الخداع. أحد أهم سماتها الرئيسية هي القدرة على تقويض ثقة الضحية بنفسها وصورتها الذاتية.

على الرغم من انتشاره الواسع في العلاقات الشخصية كالزواج والحب، إلا أن التحرش النفسي ليس محدودا بهذا السياق فقط. يمكن أن يحدث بين الأصدقاء والأهل وزملاء العمل وغيرهم ممن لدينا روابط وثيقة بهم. إنه أحد أكثر أنواع التنمر تحديا في التشخيص لأنه قد يبدو طبيعيًا أو مجرد اختلاف في الآراء وقد يتخذ أشكالا مختلفة - بعضها مباشر وآخر خفي.

يتضمن التحرش النفسي عدة استراتيجيات وممارسات مميزة تتمثل في:

  1. الإقصاء الاجتماعي: منع الضحية من الانخراط اجتماعيا عبر جعل الأشخاص الآخرين ينفرون منها.
  2. نشر الشائعات والإشاعات: نشر معلومات مضللة أو سرية بطريقة تخزي الضحية أمام الجمهور.
  3. النقد الخفي: الحديث السلبي عن الضحية خلف ظهرها بغرض إذلالها أو التقليل منها أمام الآخرين.
  4. الإساءة اللفظية: استخدام اللغة لتوجيه الانتقادات المؤلمة والمهينة للشخص المستهدف.
  5. التهديد: استخدام الرعب والتخويف لإجبار الضحية على أداء أعمال ليست رغبتها.

تأثيرات التحرش النفسي عميقة للغاية ويمكن أن تستمر طويلا بعد نهاية الحالة نفسها. يمكن للأعمال النفسية المغرضة أن تتسبب في مشاكل نفسية خطيرة مثل الاكتئاب، انخفاض الثقة بالنفس، الشعور بالعار والحرج، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الحياة الأكاديمية والوظيفية وتعزيز الميل نحو العزلة الاجتماعية والتفكير في الانتحار. كما أنها قد تحول الضحية إلى متنمر نفسي بسبب التجربة المريرة التي تعرض لها.

من الجدير بالملاحظة أيضا ظاهرة معقدة تسمى "متلازمة ستوكهولم"، والتي قد تجعل الضحية تعاطفا بلا حدود مع المتنمر رغم الظلم الواقع عليه، مما يعكس مدى تأثير هذه الأعمال المدمرة على الصحة النفسية للإنسان.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات