تعتبر الأخلاق جانبًا أساسيًا في الفلسفة الرواقية، وهي مدرسة فكرية قديمة نشأت في اليونان القديمة وتوسعت بعد ذلك لتتأثر بالثقافة الرومانية. يركز هذا المنظور الفلسفي بشكل خاص على تطوير الشخصية الشخصية وتنمية القيم الأخلاقية لتحقيق سعادة حقيقية وحرية داخلية مستقلة عن الظروف الخارجية.
أحد الركائز الأساسية للفلسفة الرواقية هو مفهوم "الطبيعة"، والذي يشير إلى النظام العالمي الطبيعي والعقلاني الذي يحكم الكون. وفقًا للرواقيين، كل الأشياء مرتبطة وأن البشر جزء من هذه الطبيعة العالمية. بالتالي، فهم يؤكدون أنه ليس فقط الأفعال ولكن أيضًا الأفكار والأحاسيس يمكن أن تكون أخلاقية بطبيعتها.
يدعو علماء الرواقية الناس لاحتضان الحياة كما هي، مع تقبل ما لا يمكن تغييره وعدم التركيز كثيرًا على الرغبات والممتلكات التي غالبًا ما تؤدي للشقاء النفسي. بدلاً من التقليد الغريزي للحصول على الثروة والمعرفة والحكمة وغيرها مما قد يعطي شعورا زائفاً بالسعادة، يقترح الرواقيون البحث عن الطمأنينة الداخليّة عبر العيش بمقتضى قواعد سلوكية بسيطة ومتماسكة مع طبيعتنا الإنسانية المشتركة.
يتمثل أحد أهم جوانب هذه القاعدة الأخلاقية لدى الرواقيّين في المثابرة أمام المصائب ومعاناتها كممارسات بناءة للأخلاق والإرادة الذاتية. إن القدرة على التعامل بصبر وحزم مع الضائقات تعد دليل قوة الشخص ويؤسس أساسا متينا للسلوك الأخلاقي المستمر بغض النظرعن ظروف الحياة المتغيرة باستمرار.
ضمن اطار فلسفتهم, يشدد الرواقيون أيضاًعلى دور المعارف الأدبية والفنية والدينية كجزء مهم من التعليم الثقافي الذي يساهم بتشكيل شخصية الإنسان وتعزيز حسّه الجمالي وإعطائه نظرة ثاقبة حول مكانه ضمن الزمن والتاريخ الإنساني الشاسعين.
وفي النهاية ، فإن رسالة الفلاسفة الرواقيون تشددبشكل واضحعلي الحاجة الملحة لبناء مجتمع انساني يتمتع فيه الجميع بحياة اخلاقيه تتسم باحترام ذاتهم واحترام الآخرين ايضا . بذلك يستطيع الانسان الوصول لحاله السعاده الحقيقيه والتي تعتمد اساسا علي السلام الداخلي والاستقرارالعاطفي وليس على المكاسب المادية المؤقتة . إنها دعوة للتعمق أكثر لفهم ماهيته وجوهرهالحقيقي ومواجهته لعالم مليئ بالعالمياتوالاهتمامات الدنيوية غير المجدية والتي غالبا ماتكون مصدرالشقا للنفس البشريه .