تعيش الأرض حياة دورانية فريدة داخل نظام شمسي ديناميكي ومتنوع. هذه الحركة الدورية تميز حياتنا اليومية وجغرافية الكوكب، وتؤثر أيضاً على ظروفنا المناخية وفصول السنة المتغيرة.

من وجهة نظر الفضاء الخارجي، تبدو الأرض وكأنها تسير وفق حركة معقدة تتضمن دوراناً مزدوجاً: حول نفسها وفي فلك شاسع حول الشمس. هذه الرحلات المدارية لها تأثير عميق ليس فقط على شكل الحياة ولكن أيضا على فهمنا للعلم والتاريخ الطبيعي لكوكبنا.

الدوران الداخلي للأرض - وهو الأكثر شيوعاً عندما نتحدث عن "يوم" واحد - يتمثل في حركة الكوكب نحو الشرق حول محوره الخاص بمعدل سرعة مذهلة تبلغ 1,670 كيلومتراً في الثانية الواحدة! يسبب هذا الدوران تناوب يوم وليلة لكل منطقة على سطح الكوكب تقريبًا؛ ومع ذلك، هناك استثناءات ملحوظة بالقرب من المناطق القطبية بسبب ميل المحور بنسبة تقدر بحوالي 23.4°. خلال أشهر الصيف عند أحد قطبيْ الكوكب، يمكن رؤية ما يعرف باسم "الليل القطبي" حيث لا يغيب الضوء تحت خط الاستواء لأوقات طويلة جدًا قد تمتد لساعات متواصلين!

على الجانب الآخر، ينتج دورة الأرض الخارجية نتيجة لقوت جاذبية الشمس والتي تجذب كافة الكواكب بما فيها الأرض ضمن مسارات مدارية دائمة الانتظام نسبياً. يسافر كوكبنا الكبير الثالث من الشمس بسرعة متوسطة قدرها 29.8 كم/ثانية – مما يعادل سرعتها القصوى البالغة أكثر من 100 ألف كيلومتر بالساعة أثناء اقترابها ذروتها قرب عطارد وزئبق! يقضي الكوكب الأحمر حدود ثلاث وستين مليونا وخmsجن ملايين ميلا مكعب لهذه الجولة السنوية البيضويَّة حول نجمنا اللامع .

يقدم لنا علم الفيزياء الفلكية تفسيرات منطقية ومفصلة لهذا الظاهرة المدينية الرائعة. يشرح قانون الجاذبية العام لنواة العلوم الرياضيات الشهيرة إسحاق نيوتن كيف تتأكد قوة تماسك بين الأجسام ذات الكتل الأكبر ضد ابتعاد بعضهما البعض ، وكذلك كيفية تفاعلها فيما بينها لتشكل بيئة مستقرة وممكنة للحياة والمعرفة البشرية الحديثة. تشكل تلك العلاقات المعقدة لبنية مجرت درب اللبانة وتركيبة انظمة نجومها البدائية أساس وجود وجود الحياة وتعقيداتها كالوجود الإنساني نفسه ! إنها حقاً لوحة متحركة رائعة تلخص جمال وهندسة مخلوقات الله عز وجل !