- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تتداخل في نقاش الحوار جوانب متعددة ذات صلة بموضوع محاسبة القادة السياسيين الكبار على أفعالهم أمام المحاكم الدولية. تبدأ ثريا الشاوي بتقديم وجهة نظر تراعي الحقائق الصعبة والمعقدة التي غالبًا ما تواجه عملية المساءلة الدولية. تُشير إلى ثلاثة عوامل رئيسية تشكل عقبات: الحصانات الدبلوماسية واسعة الانتشار، الضغوط السياسية المتنوعة، وتعقيدات النظام القانوني العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تتحدث عن طبيعة القرارات السياسية المتعلقة بالقضايا رفيعة المستوى والتي قد يصعب جمع الأدلة عنها وإثبات صحتها بسبب طابعها السرّي.
من جهتها، ترى مروة بن عيسى أن توسيع دائرة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني بإمكانهما خلق زخم شعبي يدفع باتجاه تحقيق العدالة. إنها تؤكد على ضرورة تجنب منح أي حصانة لقادة الدول لما لذلك من آثار عميقة في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب.
أما يزيد بن تاشفين فيشدد على وجود عامل آخر أكثر خطورة يتمثل في قدرة البعض منهم على الاستفادة من ظروف اضطراب الوضع السياسي لاتخاذ إجراءات تستهدف المصالح الشخصية. بلغة واضحة وصريحة، يقول إنه ينبغي لنا ألّا نصب أعيننا عن هذه الظاهرة وأن نعترف بحقيقة أنها جزء مما يحول دون تطبيق قواعد المساءلة والعقاب.
وتُضيف هند بن بكري رسالتها بالتركيز على جانب هام يتعلق بالتلاعب بـ"تفاصيل" المواقف بينما يتم إخفاء "جوهر" المشهد السياسي بأكمله خلف ستار الخوف من المسائلة. توصي بصياغة نهج أقوى للقضاء الدولي ومواصلة المطالبة بمحاكمة كل زعيم -بغض النظر عن حجم سلطته- بهدف سد الثغرات الموجودة حاليًا واستئصال نزعة الانفلات.
هذا الحوار يكشف عن فهم معمَّق للتحديات المرتبطة بتطبيق نظام قضائي عالمي قادر حقاً على مراقبة تصرفات القيادة السياسية للأمم والشعوب وتحقيق نوع جديد من العدالة يتجاوز حدود الدولة الواحدة ويتخطى مظاهر التساهل وردود الأفعال الناقصة التي كانت سائدة حتى الآن.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات