تعتبر دراسة الأعداد المختلفة للكروموسومات في العالم الحيواني مجالاً مثيراً للاهتمام ومحوراً حيوياً لفهم الوراثة والتطور البيولوجي. تتكون الخلايا النووية لجميع الكائنات الحية تقريباً من كروموسومات تحمل الجينات التي تنظم وظائف الحياة المتعددة. بينما البشر لديهم زوجان من الصبغيات أو ما يعادل 46 كروموسوما، فإن النطاق في العدد الكلي للكروموسومات عبر المملكة الحيوانية واسع ومتنوع للغاية.
في الفئة الطيور، على سبيل المثال، تتراوح الأرقام بين حوالي 8 و82 كروموسوم حسب النوع. هذا الاختلاف الكبير ليس فقط نتيجة للتكيفات البيئية ولكن أيضا بسبب العمليات الجينية المعقدة مثل الاندماج والكسر في الكروموسومات خلال مراحل مختلفة من التاريخ التطوري لهذه الأنواع.
وفي عالم الثدييات، يمكننا مشاهدة اختلاف كبير كذلك. لدى القنافذ البحرية ثمانية عشر زوجا من الصبغيات مما يجعلها واحدة من أكثر أنواع الثدييات تعقيدا من الناحية الوراثية مع إجمالي يصل إلى 92 كروموسمّا. بالمقابل، بعض أنواع خفافيش الفاكهة تحتوي على ثلاثة وعشرين فقط.
بالإضافة لذلك، هناك الكثير من الأمثلة الأخرى حول العالم الحيواني والتي توضح مدى تعدد استخدام هذه الآلية الأساسية في الطبيعة - الاستخدام الدقيق والمختلف لنظام الكروموسوم بناءً على احتياجات كل نوع بيولوجيًا واجتماعيًا وسلوكيًا وغيرها العديد من المواصفات الخاصة بكل نوع. إن فهم هذه الاختلافات يساعد الباحثين ليس فقط لتعميق معرفتهم بالوراثة وإنما أيضًا لإلقاء الضوء على قصص التطور الغنية لكل مجموعة حيوانية.