تُعدّ الدولة العثمانية واحدة من أطول الدول الإسلامية حُكمًا في التاريخ، حيث امتد حكمها لأكثر من ستة قرون، بدءًا من تأسيسها على يد عثمان بن أرطغرل عام 699 هـ/1299 م. نشأت الدولة العثمانية من قبائل الأوغوز التركية التي هاجرت من منطقة ما وراء النهر (تركستان حاليًا) في النصف الثاني من القرن السادس الهجري.

تُعتبر الدولة العثمانية أطول الدول الإسلامية حاكمة في التاريخ، حيث استمر حكمها لأكثر من ستة قرون، وامتد نفوذها ليشمل قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. حكمت الدولة العثمانية 36 حاكماً من أسرة آل عثمان، واشتهرت بزيادة رقعة الأرض الإسلامية، حيث تمكنت من فتح القسطنطينية وتقدمت إلى القارة الأوروبية، ووصلت إلى النمسا، وحاصرتها مرّات عديدة. كما سيطرت على جميع جزر البحر الأبيض المتوسط، وجذبت الإسلام إليها.

من أهم إنجازات الدولة العثمانية تصديها للصليبيين على مختلف الجبهات، حيث توجّهوا إلى أوروبا الشرقية لتخفيف ضغط النصارى على الأندلس، وقضوا على الاستعمار البرتغالي في بلاد المسلمين، وتصدّوا للإسبان. كما واجهت الدولة العثمانية الصهيونية، حيث رفض السلطان عبد الحميد الثاني الكيان اليهودي بكل قوة وإصرار، ومنع اليهود من الإقامة في سيناء. بالإضافة إلى ذلك، حاربت الدولة الصفوية، ونشرت الدين الإسلامي في القارتين الأوروبية والأفريقية، وأسلمت العديد من قبائل الشركس على أيدي العثمانيين.

تمثيل المسلمين كان أحد أهم أدوار الدولة العثمانية، حيث كانت مركز الخلافة الإسلامية، ويُدير أمورها خليفة واحد. ومع ذلك، سقطت الدولة العثمانية عام 1908 م، وهُدمت الخلافة الإسلامية العثمانية في نفس الوقت. شهدت نهاية عهدها ظهور الجهل والبدع والأخطاء، فضلاً عن تغيير نظامها الإسلامي وظهور النظام الغربي الوضعي. يُذكر أن الصهيونية كانت السبب الرئيسي لسقوط العثمانيين؛ وذلك لأن السلطان عبد الحميد رفض تحقيق أطماعهم في فلسطين.

في الختام، تُعتبر الدولة العثمانية واحدة من أعظم الإمبراطوريات الإسلامية في التاريخ، وقد تركت إرثًا ثقافيًا ودينيًا كبيرًا لا يزال يُذكر حتى اليوم.