ابن باجة: رائد عصره في العلوم والثقافة الإسلامية

كان العالم والفيلسوف الإسلامي البارز، أبو بكر محمد بن يحيى الصائغ المعروف بابن باجة، أحد أبرز أعلام القرن الثاني عشر ميلادي. رغم عدم ثبوت تاريخ ولادته

كان العالم والفيلسوف الإسلامي البارز، أبو بكر محمد بن يحيى الصائغ المعروف بابن باجة، أحد أبرز أعلام القرن الثاني عشر ميلادي. رغم عدم ثبوت تاريخ ولادته الدقيق، فإن النظريات تشير إلى أنه ولد نحو نهاية القرن الحادي عشر ميلادي في مدينة سرقسطة بالأندلس.

بدأ تعليم ابن باجة تحت رعاية علماء المدينة الذين دربوا عليه مختلف الفنون بما في ذلك الطب، والفلسفة، والرياضيات، والأدب، واللغة العربية، وفقه اللغة العربية وفن الشعر. بعد حصوله على درجة عالية من التعليم والتدريب، انطلق في رحلة عمل بدأت مع الأمير أبي بكر بن تيفلويت ثم انتقلت لاحقاً إلى إشبيلية عقب سقوط سرقسطة بيد الملك الفرنجي ألفونس الثامن. هنا واصل مسيرته العملية كممارس للطب مؤلفا العديد من الأعمال المهمة في منطقيته وتاريخ عائلاته.

بعد فترة قصيرة في إشبيلية, انتقل ابن باجة إلى المغرب حيث أصبح شخصية محبوبة ومعروفة بين عامة الناس بسبب براعتة الطبية وإخلاصه المهني. هذا الإنجاز الكبير جذب غيرة البعض مما أدى لحادث اغتياله المأساوي بواسطة سم وضع من قبل طبيب غير سعيد بسجاياه.

ترك لنا ابن باجة تراثا هائلا من المؤلفات تغطي مجموعة واسعة من المواضيع مثل الفلسفة والنفس وعلم الأخلاق وعلم السياسة العامة وكذلك الأمراض البشرية والسلوك الاجتماعي. بعض هذه الأعمال تشمل "رسالة الوداع"، و"رسالة الاتصال", ,"كتاب النفس",,"رسالة في تدبير المتوحد". كما قام بشرح كتب عظيمة كتلك الخاصة بفلاسفته المفضلين: أرسطو وابن سينا وابن رشد وغيرها الكثير.

توفي ابن باجة خلال شهر رمضان المبارك سنة 536 هجري تقريباً (1142 ميلادي) بطريقة مؤلمة عبر تسميم خطط لها أحد منافسيه المقربين ممن كانوا يعملون معه بشكل مباشر كجزء من فريق طبيا خاص بالملك المحلي حينذاك. عاش حياة مليئة بالتجارب والصعود الهائل لكن النهاية جاءت مفاجأة مخيفة لكل متابعيه ومحبّيه.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات