جزر القمر، تلك الجمهورية الصغيرة الواقعة بين مدغشقر وجنوب شبه الجزيرة الهندية، قد أصبحت رسميًا جزءا من منظمة جامعة الدول العربية في الثالث عشر من يونيو لعام ١٩۹۳. هذه الدولة التي تمتد لمساحة تقدر بحوالي ألف وستمائة ميل مربع, والتي تضم ثلاثة جزر رئيسية وهي أنجوان وموروني وغراندي كوموري, كانت آخر دولة تنضم لهذه المنظومة العربية منذ أكثر من ربع قرن.
جامعة الدول العربية, التي أسست في ٢۲ مارس عام ۱۹۴۵ في القاهرة, تعتبر أول تجمع عربي طوعي يهدف إلى تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي بين الدول العربية. وكانت حركة التوسع مستمرة حتى يومنا هذا, حيث شهدت الفترة اللاحقة لتأسيسها انضمام العديد من الدول العربية إليها.
كانت بداية الجامعة تتضمن ستة دول وهي مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية. ومع مرور الوقت، استقبلت المنظمة المزيد من الأعضاء مثل ليبيا والسودان وتونس والمغرب والكويت والجزائر والبحرين وعمان وقطر والإمارات وموريتانيا والصومال بالإضافة بالطبع إلى فلسطين وجيبوتي - قبيل قبول الأخير قليلًا قبل الانضمام الرسمي لجزر القمر.
بالحديث عن حكومة جزر القمر, فهي نظام حكم ديمقراطي برلماني مع وجود شكل من أشكال النظام الفيدرالي. يقسم البلاد إلى مقاطعتين رئيسيتين وحكومتين محليتين نائبتين. العملية الانتخابية معقدة نوعًا ما ولكنها مضمونة الديمقراطية أيضًا; فالسلطة التنفيذية مقسمة بين الرؤساء الثلاثة المنتخبين مباشرة بينما السلطة التشريعية تتكون من غرفتين هما المجلس الأعلى والمجلس الوطني. وهكذا, يمكن اعتبار جزر القمر واحدة من الأمثلة الرائعة للعلاقات الوثيقة بين الشعوب المختلفة داخل المجتمع العربي الواسع.