المرحوم الدكتور مهدي المنجرة يعتبر واحداً من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجالات الاقتصاد والأبحاث الاجتماعية في المغرب والعالم العربي بشكل عام. ولد في الثالث عشر من يناير عام ١٩٣٣ في حي مراcsa بالعاصمة الرباط. نشأ المنجرة في بيئة داعمة تهتم بالأبحاث المستقبلية والإصلاح، مما شكل أساس اهتماماته الأكاديمية لاحقا.

بعد تعليمه المبكر في مدرسة لوطي بالمغرب، انتقل المنجرة لدراسة العلوم الفيزيائية والكيمياء في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديداً في جامعتي بونتيك وبالتي أكثر. ومع ذلك، كانت دراسته للعلوم الاجتماعية والاقتصاد تتركz أثراً أكبر عليه. أكمل مشواره الأكاديمي بالحصول على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة لندن.

عمل الدكتور المنجرة كمستشار لدى الوفود الدائمة للمملكة المغربية في منظمة الأمم المتحدة بين العامين 1958 و1959. كما شغل مناصب التدريس والتأليف في العديد من الجامعات الرائدة مثل تلك الموجودة في بريطانيا، فرنسا، هولندا، وايطاليا واليابان. بالإضافة لذلك، خدم باعتباره خبيراً خاصاً للأمم المتحدة بشأن السنة الدولية للمعاقين من عام 1980 إلى 1981. هذا إلى جانب عدة مهام قيادية داخل وكالة اليونيسكو بين عامي 1961 و1979 حيث أصبح رئيساً لاتحاد الدراسات المستقبلية العالمي منذ عام 1977 وحتى 1981.

على الرغم من عمله المكثف، حرص المنجرة أيضاً على كتابة الأعمال النظرية الغنية والتي تضمنت مؤلفات مهمة منها "نظام الامم المتحدة"، "من المهد إلى اللحد"، "الحرب الحضارية الاولى"، وغيرها كثير. هذه الكتابات ساعدت في تعريف جمهور واسع برؤية المنجرة المتعمقة للقضايا العالمية والتحديات المجتمعية.

توفي السيد المهدي المنجرة سنة ٢٠١٤ بعد رحلة طويلة مليئة بالإسهامات الملحوظة عالمياً، تاركا خلفه تراثاً غنياً من الفكر العملي والنظري الذي سيظل مصدر إلهام للإداريين والباحثين لأجيال قادمة.