تشكل مدرسة الواقعية حركة فنية مهمة ظهرت كرد فعل ضد الأشكال التقليدية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر. بدأت هذه الحركة الفنية في فرنسا وتوسعت لاحقاً لتشمل العديد من البلدان الأخرى حول العالم. تتميز مدرسة الواقعية بعدد من الخصائص والفروق الدقيقة التي جعلتها رائدة في تاريخ الفن الغربي.
أولى سمات الواقعية هو التركيز الشديد على تصوير الحياة اليومية للمجتمع بشكل واقعي ومباشر. يهدف الفنانون الواقعيون إلى نقل المشاهدين إلى عالم يومي مألوف يمكن التعرف عليه، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية للأفراد الذين يتم تصويرهم. هذا يعني că الفنانون لم يعودوا ينصب تركيزهم فقط على الشخصيات الملكية والموضوعات البطولية، بل حققوا تقدمًا نحو تصوير الأشخاص العاديين وأحداث حياتهم اليومية.
وهناك أيضاً استخدام خشن لـالألوان غير المشبعة والتي تشبه ما نراه بالعين البشرية، بالإضافة إلى الخطوط القاسية والأبعاد الواضحة. قد يبدو ذلك بسيطًا، ولكنه كان انقلابا جذريا مقارنة بالأسلوب القديم لأعمال الرسامين الرومانسيين والتعبيريين.
الإضاءة هي جانب آخر هام للواقعية؛ غالبًا ما يستخدم فناني الواقعية الضوء الطبيعي لإظهار تفاصيل أكثر دقة ودراما طبيعية أقل ملحوظة. وهذا يساعد أيضًا على توسيع مدى عمق الصورة وتعزيز الشعور بالمكان والمكانة الزمنية.
بالإضافة لذلك، غالبًا ما تعكس الأعمال الواقعية مشاعر ومعاناة الإنسان البسيطة، مثل الألم والخوف والفرح والحزن، مما يمنح مشاهديها فرصة للتواصل عاطفيًّا مع الموضوعات المطروحة في العمل الفني نفسه.
ومع كل تلك الابتكارات، استمر بعض منتقدي الفن آنذاك بتوجيه انتقادات قاسية لعدم وجود "جمال" بصري واضح في أعمال الرسم الجديدة لهذه الحركة الجديدة. لكن المؤرخين الفنيين الحديثين أكدوا أهميتها الثقافية وفائدتها نظرًا لرؤيتِها الإبداعية للعالم الواقعي الذي نعيش فيه جميعًا.