في سورة البقرة الآية 117، نجد مثالاً بارزاً لمبدأ "المبتدأ والخبر". يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَانَ لِسَبَبٍ مِن قَوْمِ يُوسُفَ"، هنا "لَقَدْ" هي الخبر الابتدائي المنفي، والذي يشير إلى حدث سابق قد حدث بالفعل، بينما "كان" هو الفعل المساعد والمقدر فيه النفي، و"لسببٌ" هو المبتدأ الجوابي الذي يقوم مقام خبر كان بعد إدخال حرف العطف "من". هذا المثال يوضح كيف يمكن للقرآن استخدام بنية اللغة العربية الدقيقة لتوصيل رسائل ذات معنى عميق.
وفي آية أخرى، مثل تلك التي ذكرتها في سورة يونس الآية 89 - "إِنَّا كُنّا نَعْبُدُ", فإن هذه الجملة تعتمد أيضاً على التركيب التقليدي للمبتدأ والخبر. هنا، "إنّا" تعادل الخبر وهو فعل مضارع مصروف بثبوت النون عوضاً عن الضمة لأنه اسم مفرد مبني على السكون، بينما "كنّا نعبد" تشكل المبتدأ. وهذا النوع من البنية اللغوية يعكس بساطة العبارات القرآنية ومعانيها الغنية.
تُعد الاستخدامات المتنوعة لهذه الأنماط اللغوية جزءاً أساسياً من جمال وروعة القرآن الكريم وتفسيره. فهي ليست مجرد أدوات لغويّة ولكنها أيضا وسائل للتعبير الروحي والتواصل الإلهي.