القزحية، تلك القطعة الملونة من أعضاء رؤيتنا، تعد أحد أكثر الأجزاء تميزاً في العين بشكل خارجي. تسمح هذه الهيئة المرنة بتغيير قطر "البؤبؤ"، وهو الفتحة السوداء المركزية. تقوم القزحية بذلك عبر مجموعة معقدة من العضلات الصغيرة. وبالتالي فإن حجم بؤبؤ العين يمكن ان يتوسع ويتقلص بناء على مقدار الضوء المتواجد حولك. بالإضافة إلى دورها الوظيفي، تعكس القزحية أيضًا اللون الخاص لعينيك؛ فاللون الأزرق للقزحية يعكس عيون زرقاء، بينما يظهر اللون الأخضر بوضوح واضح أيضاً عند وجود قزحية خضراء.
بعد ذلك يأتي بؤبؤ العين، والذي يعد جزء آخر ملفت للنظر في الجزء الخارجي من العين. هذا هو المكان الذي يصل فيه ضوء العالم اللامع والمشرق ليبدأ رحلته داخل جسمكِ الرائع نحو شبكية العين لتحويل الصورة النهائية. يعمل بصورة مشابهة لقفل الكاميرا - فهو يستجيب للتغيرات في مستويات الإضاءة بطريقة سريعة وهشة. عندما تكون هناك الكثير من الشمس والبريق حوله، سوف ينقبض لتضييق فتحة دخول الضوء للحفاظ عليها غير مخدرة وخالية من الألم. وفي المقابل, عند الظروف ذات الإنارة المنخفضة, يكبر بحكمة لحبس المزيد من الطاقة الليستراية اللازمة لرؤية واضحة ودقيقة.
ثم تأتي القرنية, والتي تعتبر واحداً من أول ما تتم ملاحظته عند النظر مباشرة لشخصٍ ما. تشكل طبقة شفافة مثل الزجاج فوق محور الرؤية تماماً, ونسبة كبيرة منها تمثل قوة التركيز الرئيسية لأنواع عدسات عديدة تستخدم اليوم. ترتفع بنسب متفاوتة وفق اختلاف أشكال ومعايير كل شخص, لكن لا تخدع بإعتبارها شيئاً مسطحاً; فهي تجمع بين الانحناءات المثيرة للاهتمام لإعطائك رؤية ثاقبة وحادة! بل أنها تحتوي حتى على بعض المساحة الخفية للأوعية الدموية المغذية لها بالحاجة القصوى للحصول على إمدادات ثابتة للأوكسجين الغني بالتغذية عبرشبكة دقيقة ومذهلة مطلية بداخل منطقة الجفن العلوي وإنسيابيهای الأمامي لنظام مجرى الدمع الهائل والذي يرجع تاريخ نشأته منذ عمر الإنسان البدائي المبكر قبل ثلاثة ملايين عام تقريبياً ! إنها حقاً عجيبة وآيات خلق ربانية تستحق التأمل والتدبر .
وأخيراً نصل للنصف الآخر الواضح والأكثر بروزاً بدنياً , أي الطبقات البيضاء العملاقة المعروف باسم الجسم العنبي(سكوال). تعمل طبقتان متقابلتان متباعدتان جغرافياً تحت الجلد لتوفير دعم هيكلي وغلاف واقي يحمي باقي المناطق الأخرى الأكثر حساسيه وعدم قابلية للاستبدال بواسطة خلايا جديدة- ولهذا السبب قد تصبح العملية الجراحية لاستعادة القدر الوظيفية بعد تعرض حادث مؤسف أمر بالغ الخطورة ولابد له من اتباع إجراءات احترازية طبية صارمة. يبدو لنا ظاهريًا وكأنّه مجرد قطعة ملتصقة جامدة ولكن داخليا يوجد منظومة مدهشه تتضمن مجموعة فرعية مصنفة ضمن قسم خاص يعرف بالأوعيه الدموية الصغيره التي توفر عملية نقل المواد الغذائية وغير الغذائية سواء كانت مواد غذائيه ام اعصاب ام امتصاص للسوائال
