يعد دور الوالدين في حياة أطفالهم أمرًا بالغ الأهمية ويؤثر بشكل كبير على نموهم وتطور شخصيتهم. ليس فقط ما يقدمونه من احتياجات أساسية مثل الطعام والمأوى، ولكن أيضًا كيف يعاملون أولادهم ويشكلون قيمهم وعاداتهم لهما أهميتها القصوى. يمكن لسلوك الآباء التأثير إيجابياً أو سلبياً على تكوين الشخصية لدى أبنائهم بطرق متعددة ومتشعبة.
من ناحية تربوية واجتماعية، فإن الطريقة التي يعامل بها الوالدان أبنائهما لها تأثير عميق على بناء الثقة بالنفس واحترام الذات للفرد منذ سن مبكرة. عندما يشعر الطفل بحب غير مشروط ودعم مستمر من والديه، فإنه غالبًا ما ينمو ليكون أكثر ثقة وثباتاً أمام تحديات الحياة المختلفة. بينما قد يؤدي سوء المعاملة أو الإهمال إلى انخفاض احترام الذات والخوف الاجتماعي عند البالغين.
بالإضافة لذلك، تلعب النماذج والسلوكيات اليومية للآباء دوراً حاسماً في تعليم القيم والأخلاق للأطفال. إن الأطفال يميلون لأن يحاواوا تصرفات وأفعال أولياء أمورهم؛ لذا فإن عرض التصرف الأخلاقي الحقيقي والتواصل الفعّال مع الصغار حول هذه المواقف يعد جزءاً أساسياً من التربية الناجحة والحسنة.
وفي مجال الصحة النفسية أيضاً، ثبت أن الاستقرار العاطفي والعلاقات الصحية داخل المنزل تساهم بنسبة كبيرة في صحّة نفسية جيّدة طويلة المدى لكل من الآباء وأطفالهمAlike. الأشخاص الذين تعرضوا لرعاية أبوية حميمة ومحبة هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق مقارنة بتلك الخلفيات غير المستقرة عاطفياً.
إن فهم ومعرفة تأثيرات سلوك الوالدين على الفرد أمر ضروري لتحقيق بيئة منزلية داعمة ومنظمة تعمل كمصدر رئيسي لدعم تنمية طفل مجتهد وسعيد وصحي اجتماعيا وعاطفيا ونفسانيا وبالتالي قادر علي تحقيق أحلامه وطموحاته سواء كانت أكاديمية ام مهنية ام اجتماعية .