كان ابن هشام بن محمد بن السائب الكلبي الأزدي العدواني، المعروف بابن هشام الأنصاري، أحد أشهر المؤرخين المسلمين الذين عاشوا خلال العصر العباسي. ولد حوالي عام 156 هـ/772 م وتوفي سنة 218 هـ /833 م في دمشق بسوريا. اشتهر بتأليف كتاب "سيرة الرسول" الشهير والذي يعد إحدى أهم المصادر للتاريخ النبوي والقرآني.
تأثر ابن هشام بأنساب وكتابة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ سن مبكرة بسبب تربيتة بين أسرة متدينة ومثقفة. درس الفقه والتفسير وعلم الرجال لدى كبار علماء عصره مثل هشام الدستوائي وإسماعيل بن عبد الله الرازي وغيرهما مما جعله مؤهلًا بشكل جيد لتوضيح سيرته للرسول ودوره المحوري في تاريخ البشرية.
كتاب "سيرة الرسول"، الذي اعتمد فيه ابن هشام بشكل كبير على أعمال سابقيه أمثال محمد بن إسحاق وأبي معشر البلوي، يعتبر مرجعا أساسيا للمؤرخين والمؤلفين الذين تبعوه. قدم هذا العمل رؤية شاملة لحياة رسول الإسلام بما فيها قصصه ومعجزاته وآياته الخالدة كما رواه الصحابة رضوان الله عليهم. بالإضافة لذلك، سلط الضوء على العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية للنبي أثناء الفتوحات الإسلامية والعلاقات الدولية آنذاك.
بالإضافة لسيره الرائعة، ترك لنا العديد من الدراسات الأخرى حول القرآن الكريم وشرح آياته وحكمه واستخدام الأدوات الشعرية فيه والتي تعتبر اليوم مصدرا قيما للشعراء وفقهاء اللغة العربية على حد سواء. إن تأثير هذه الأعمال لا يزال يشعر حتى يومنا هذا ليس فقط من قبل المتخصصين الأكاديميين ولكن أيضا من قبل عامة الناس الذين يستمتعون بالقراءة عنها لمعرفة المزيد عن جذور ثقافتهم الروحية والإنسانية العميقة الجذور. وهكذا، يبقى اسم ابن هشام الأنصاري باقيًا إلى الأبد كمؤرخ بارع أثري حياتنا بالأعمال التي ستظل محتفظة بها للأجيال القادمة.