يستعرض هذا المقال أمثلة رائعة للمبتدأ والخبر المنتمية إلى خزان الأدب العربي الغني عبر تألق الشعراء القدماء والمعاصرين. يتم التركيز فيها على كيفية إظهار هذين المركبين اللغوين الرئيسيين - المبتدأ والخبر - ضمن البيوت الشعرية المختلفة لإضافة عمق ومعنى لمعانيهما.
في البداية, يفسر المقتطف تعريف المبتدأ باعتباره الاسم الذي يأتي بداية الجملة الاسمية ليصبح محور الحركة المعرفية أو النطقية داخل تلك الجملة؛ بينما الخبر يمثل تحديد ماهية المبتدأ وصفاته. ويذكر ان كلتا الجزئتين أساسيَّتان لحياة وفهم الجملة الاسمية.
بالانتقال لأول مثال, ينسب القائل بيت شعر للشاعرة الصغيرة من عصر الجاهلية (المرقش): "الزق ملك لمن كانه/ الملك منه طويل وقصير". هنا، يعمل 'الزق' كمبتدأ مثبت بالضمّة الدالة على رفع المتعلقات التي تتبعه فيما بعد; أما 'ملك' فيكون بذلك خبراه المثبت بنفس علامة الربط السابقة. وبالتالي، يبقى تركيب الجملة متسقا ومفهومة المعنى.
ويتابع المؤلف بإعطائنا شرح مشابه للبيت التالي للجاهلي طرفة بن العبد: "'خير خير وإن طال الزمان به/... والشّر أخبث ما أوديت من زاد." وجد أنه يمكن تصنيف 'خير' كتعبير مبادر، ويعقبها مباشرة مصطلح 'خير' مرة أخرى بوظيفة الخبريه لجسم النص السابق ذكره. وفي الجانب الآخر للجملة الثانية المستعملة لنفس الاستشهاد, توضع كلمة 'شر' بموضع المبتدى عليها وتوصيفاتها بواسطة جزئية 'أخبث'. ولكن بدلاً من استخدام حرف جر ("of") كما ورد بالأصل الانجليزى للسطور الأولى، فقد اختاروا تقنية مختلفة تشابه بعض الشيء التركيبي المتحرك المستخدم حديثًا عند الحديث بالعربية المعياريه الحديثة حول الموضوع المطروح اعلاه مما يؤدي لتغيير بسيط لكن جمالي لمستوى تدفق المقاطع لتحقيق توازن لطاقتها الصوتانية بشكل عام.
كذلك يستمر المسلسل نفسه لما يلي حبة شعراوية خاصة بهاسان بن ثابت رضي الله عنه والتي تكشف كيف تمثل عبارة 'لك' دور العنوان المؤجل لصاحب حالة كونيتها قبل تقديم تفاصيل اضافية بشرح اكبر للإطار العام لهذه الحالة المعينة وذلك عبر تناوله لشخصيات مثل النفس والاعتراف بحب الأشياء الجميلة المصاحبة لها. وهكذا يمكن للنظام السياقي للأفعال والكلمات الأخرى إضافة طبقة ثالثة للتوثيق الاعتيادي للعلاقات القائمة بين العناصر الرئيسية للقصة موصولة بما سبق ذكرها سابقا بكل سهولة ودون عوائق نحويه جوهرية .
وفي خطوة لاحقة يقترح لنا محضر مجهولا المراد فهمه أكثر بشأن مشاعر القلب الخاصة بصاحبه حين يدخل فى نقاش داخلى ممتع عندما يقول : « قلبي يحدثني بأنك ملتفي » – وهذا يعني انه حتى لو كانت التفسيرات الاولی کانت واضحة نسبياً ، إلا إن الفقرات الاخيرة غالبًا ستظهر المزيد من التعقيدات الجديرة بالملاحظة بالنسبة لرؤية العامة تجاه أغراض التصنيعات الثقافية والأعمال الادبية القديمةالتي تعتمد اعتماد كبيرعلی طريقة سرد القصص بهدف ايصال رسالة معينة سواءكانت إيجابیه ام سلبية عبر اظهار مدى قوة تأثير تجربة شخصية مؤلمة علي روح شخص ما وصراع دوافعه الداخلية .وهذا بالفعل ماتفعله معظم الأعمال أدبیة شهیرۃ اليوم!
كماورد أيضا مثال اخرعن مدرسة سورينية طوعت بناء جمله معتمدة علی أساس الحب الرومانیسی التقلیدی بتطبيق نظام جدید للتواصل بین الأشخاص المحبوبین باستخدام ادوات غير منطقية للغرباء الواقفین خارج دائرةالعلاقة الحميمة الخاصة بهم مثل 'الحب ليس قصة شرقیہ بقلم نزار قبانی '. حيث يقومالشاعر باستدعاء صورة ذهنية مغايرة تمامآ لفكرة العلاقات الرومانسية المعتادة بكافة اشكالها الجامدة ولائمتھا حیث جعل الحب شيئ حيوی وليس مجرد مشهد درامی وفق أحداث مكتوبة مقدمة بسلسلة من المواقف المرتبة ترتيبًا تقدميًا معروف لدى الجمهور المستهدف بغرض اثارة فضوليتهم واستقطاب انتباههم ناحيته أثناءعمليات التفكير والإلتزام بالحضور الذهنى والحواس فينهكون للحفاظعلي حالة اليقظه والنظر بإعجاب مستدام امامه مهما حدث ...
وبعد ذلك نحاول متابعة فقرتنا الأخيرة برصد ثلاثة نماذج اخیره تؤكد قدرات اللغة العربية الجبارة وتمسك أهلها بالإتقان وتفنن طرق التراكيب اللغويه المختلفه لعكس أهم المشاهد الحيويه الواقعية الموجودة حالياً ومن ثم نقل صور تخيلية جذابة تلونت خيال المجموعة السموعة بتشكيلات صوتية متنوعة وعروض تعبيريه باستخدام الموسيقى الطبيعية الصادرة خلال عملية الانتاج النهائي الخاص بهذا النوع المكتوبات تحت بند الفنون الأدبيه الرائجة عالميا الآن ! إذ يعطي الشاعر محمود درويش توصيفات دقيقة لاسلوب حياتنا التافه والمرهقه بسبب كثرة الاجتماعات الصحفية الوهميه وكيف أنها تستهلك وقت فراغنا الثمين بلا جدوى بل وانها تهدم انسجام بنائينا الاجتماعية نتيجة لانعدام الاحترام والصبر المتبادلين فيما بيننا جميعا ...وفضل البعض الاخر اختيار نهجه الشخصي الذى يشجع دائمآ عل ضرورة البحث الداخلي والسعي نحو الوصول لاعمق نوايا اتخاذ القرارالسليم داخليا وخارجيا كذلك بالإضافة لإمكانية التسليم بإرادتنا لنقط صغيرة جدا تبحر بسرعة هائلة نحو طريق هدف جديد يسمو فوق حدود المكان والزمان العموميان والذي يعد مفتاح نجاح مسارات الرحلات الفلسفيه الاعتقادیهکما ترید .
تجدرالإشارة إلي علمكم بان هنالك الكثير الكثيرمن الأمثلة العديدة المنتشرةبین صفحات التاريخ الإسلامی والعربي عامة إلا إنه كان من اللازم اختيار مجموعة مختاره جيد لتوضيح الفرض الصحيح المفروض علينا .