التعمّق في الفروقات الفعلية للمصادر: بين 'مُصْدر الهيئَة' و'مُصْدر المَرَّـة'

يمثل علم العربية غنىً فقهياً وصرفياً مدهشاً، ويتجلى ذلك بشكل واضح عند دراسة المصطلحات المتنوعة المتعلقة بالفعل والتي تشمل "المصدر". يمكن تصنيف هذه الأ

يمثل علم العربية غنىً فقهياً وصرفياً مدهشاً، ويتجلى ذلك بشكل واضح عند دراسة المصطلحات المتنوعة المتعلقة بالفعل والتي تشمل "المصدر". يمكن تصنيف هذه الأشكال المختلفة من المصادر بناءً على طبيعتها واستخداماتها. سنتعرف اليوم على نوعين بارزين منها هما: مصدراً الهيئة ومصدرا المرة.

إن مصدّرا الهيئة هو الشكل الناتج عن إضافة حرف «ء» إلى نهاية الماضي المفرد المنصرف ليشير عادة إلى حالة ثابتة مستمرة منذ زمن طويل قد تستمر حتى الآن وقد تنتهي أيضًا. مثلاً، إذا قلنا "قرأ الكتاب"، فإن مصدر هيئة هذا العمل سيكون "القراءة". إنها توحي بأن القارئ يقوم بالفعل بالقراءة باستمرار بغض النظر عن توقيته الحالي. أما بالنسبة لمصدر مرة فأمامنا صورة مختلفة تماما! فهو يدل عادة على فعل مكتمل الحدوث خلال فترة معينة مضت وانتهى أثره حينها فقط؛ إذ يتم الحصول عليه بإضافة الواو المربوطة "ــوا" بعد حذف الهمزة والنون الأخيرة للماضي المثنى غير المثقل المعتمد على الوزن الثلاثي. وبالتالي، المصدر هنا سيصبح مثل "قرآوة" الخاص بكلمة "قريتا". الفرق الجوهري يكمن فيما سبق ذكره حول استمرارية الفعل وجودته الزمانية. حيث يؤكد مصدر الهيئة دوام الحالة بينما يشير مصدر المرة لحالة انتهت ولم تعد قائمة حاليًا.

بذلك نستطيع الرؤية بجلاء الفرق الواضح بين هذين النوعين من المصادر وكيف يعكس كل منهما جوانب متعددة لفهم عميق للأفعال والكلمات داخل اللغة العربية الجميلة والمعقدة بطرق مبهرة حقًا!


عاشق العلم

18896 Blog posting

Komentar