لعبت العطور دوراً محورياً في حياة العرب منذ القدم، وهي جزء أساسي من ثقافتهم وتقاليدهم. كانت النساء والرجال على حد سواء يهتمون بشكل خاص بالعناية بالنظافة الشخصية والعطور الغنية ذات الرائحة الزكية. يعود استخدام العطور لدى العرب إلى عهد الجاهلية وازدهر خلال العصور الإسلامية.
في تلك الفترة، تميز إنتاج العطور بمجموعة متنوعة من الخامات الطبيعية المستخلصة من النباتات والزهور والأزهار المنوعة مثل الياسمين والصندل وزهرة البرتقال. كما اعتمدوا أيضاً على المسك والعنبر والفانيليا كمواد رئيسية لصناعة العطور الخاصة بهم. يُذكر أن الخلفاء الأمويين والعباسيين كانوا بارعين للغاية في تطوير تقنيات تصنيع هذه المنتجات الفاخرة والتي انتشرت فيما بعد عبر طرق التجارة الشهيرة كالطريق الحريرى وطريق البخور نحو أوروبا وآسيا الوسطى.
كان للعطور أهميتها أيضًا فى المناسبات الدينية والمراسم الملكية والتبادلات الاجتماعية اليومية بين الناس؛ فكانت هدايا ثمينة تُقدَّم للملوك والحكام وكأنه دليلٌ على الاحترام والثراء الأخلاقي أكثر منه مادياً فقط! حتى أنه ورد ذكرها بسياقات رومانسية غزلية ضمن شعر وشعر النثر العربي القديم مما يؤكد مكانتها الاجتماعية المرتفعة آنذاك.
ومع مرور الوقت، استمر اهتمام المجتمع الشرقي بالعطور واستدام نجاح الصناعة المحلية لتصل لعصر النهضة الأوروبي حيث أثرت تلك المهارات المتراكمة مع معرفتها الواسعة بالنباتات الطبية والعطرية بنشر اسم المنطقة عربيا وإقليميا عالميا بجدارة وباعتبارها رائدة بلا منافسين حاليا أيضا حين وصلت منتجاتها العالمية وعززت حضور علاماتها التجارية ممثلة فن الإبداع والإتقان داخل مصانع توارث الأجيال حقائق حرفائها وأصول صنعتهما بحرفنة تتجلى بكل خطوة تقدمهما نحول مستقبل مشرق ومستقر بإذن الله.