الغدة الدرقية هي واحدة من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان. رغم الاسم "الدرقية" الذي قد يوحي بعدة غدد، إلا أن هناك فقط غدة واحدة درقية في الجسم. هذه الغدة الصغيرة، الواقعة في مقدمة الرقبة تحت الحنجرة مباشرة، تتكون بشكل فريد من قسمين متصلين عبر مجموعة رقيقة من الأنسجة تسمى "البرزخ". تبلغ كتلة هذه الغدة عند البالغين حوالي 10-15 جرامًا، لكن يمكن أن تنمو لأحجام أكبر اعتمادًا على الحالة الصحية.
تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف الفيزیولوگیة الأساسية في الجسم. إنها مسؤولة عن إنتاج وإطلاق اثنين من هرموناتها الرئيسية - الثايروكسين (T4) والكالسيتونين (C). يستخدم T4 كسلائف لهرمون T3 الأكثر نشاطاً، وهو مسؤول عن التحكم فيما يعرف باسم "التمثيل الغذائي"، وهو العملية التي يحول فيها الجسم الطعام إلى طاقة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الغدة الدرقية دوراً حاسماً في تطوير واستدامة الجهاز العصبي المركزي، والحفاظ على صحة الجلد والشعر والعظام والقلب والمستويات المناسبة للدهون الثلاثية في الدم. كما أنها تعمل بانسجام مع الغدة النخامية للتحقق من مستوى الهرمونات المثيرة للغدة الدرقية للتأكد من توازن الإنتاج.
غير أن اختلال توازن عمل الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي يحدث عندما تفرز المزيد من الهرمونات مما يحتاجه الجسم، هو حالة مرضية معروفة باسم داء جريفز وهي شائعة نسبيًا بين النساء. تشمل الأعراض القلق الزائد والتعرق الشديد وفقدان الوزن غير المرغوب فيه. وعلى الجانب الآخر، فإن قصور الغدة الدرقية، وهو انخفاض إنتاج الهرمونات اللازمة، يؤدي إلى ظهور أعراض مثل جفاف الجلد وكثرة النوم وصعوبات التعلم وضعف الذاكرة وشعور دائم بالحاجة للدفء. يمكن أن ينتج قصور الغدة الدرقية عن عوامل مختلفة بما فيها الاستئصال الجراحي للغدة أو تعرضها للإشعاع الضار أثناء العلاج.
تعتبر إدارة حالات الغدة الدرقية مهمة للغاية للحفاظ على الصحة العامة للأفراد الذين يعانون منها.